هل تستفيد مصر من درس سقوط «الطائرة الروسية-تحليــل اقتصــادى

[ميمو]

انا : ميمو

لاشك أن سقوط الطائرة الروسية فى مصر وادعاءات عدد من الدول بوجود شبهة إرهابية فى الحادث، سيكون له تأثير كارثى على السياحة وعلى الاقتصاد المصرى، خاصة فى ظل أزمة الدولار التى ستزداد بشكل أكبر إذا ما انخفضت معدلات التدفق السياحية، بل ستتسبب الأزمة غالباً فى ضرب الاستثمار والسياحة معاً.


ماذا علينا أن نفعل فى تلك الحالة؟
مصر تمتلك موقعاً استراتيجياً، وقد استفادت الإمارات من موقعها وأنشأت شركة طيران عالمية تنافس بها العالم، وحولت دبى إلى مركز مالى وسياحى وإدارى عالمى، وكذلك تفعل تركيا الآن، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى.
علينا فعل 3 أشياء:
■ تحويل مصر للطيران لشركة طيران عالمية تنافس الشركات الأخرى، وهذا يحتاج إلى إدارة وطنية لكن بكفاءة عالمية، وإذا أصررنا على عدم جذب الكفاءات الجيدة جداً إلى إدارة الشركات الرئيسية لنا فلا يوجد أمل للتطوير، فمصر للطيران عندها 74 طائرة الآن، ولا تصل لجميع أنحاء العالم، بينما طيران الإمارات لديها 242 طائرة، وتصل إلى أماكن أكثر، والإدارة ذات الكفاءة العالية ستكتشف أحسن الأفكار والحلول من المنافسة العالمية، فمثلاً ممكن أن نقيم شراكة مع شركة صينية ونجلب 100 طائرة إضافية للعمل للوصول لدول أفريقيا وأوروبا وآسيا، ونحول مصر إلى الحليف الأول للصين فى هذه المنطقة.
■ لابد من فتح المنافسة للطيران قليل التكلفة low cost airline، فمصر للطيران هى المنظم والمشغل، ما يمكن أن يطلق عليه «اللاعب والحكم» فى الوقت نفسه، وحينما تسأل رؤساء مصر للطيران يقولون: «عندنا منافسة مفتوحة» لكن الحقيقة غير ذلك، فنحن نريد فتح الباب لشركات وطنية أو شركات يمتلكها القطاع الخاص المصرى للعمل من السويس والغردقة، والمنافسة مع إيزى جيت Easy Jet وريان إير Ryan Air، فلماذا لا يكون لنا طيران منافس لهذه الشركات ونحن ندرك تماماً أهمية الربط بين السياحة والطيران؟
■ تطوير الصناعة بمصر، فالصناعة طورت أمماً عديدة، كالصين واليابان وألمانيا وكوريا وأمريكا، لكن للأسف الصناعة أصعب قطاع يمكن تطويره، إلا إذا كانت عندنا إدارة ناجحة فى جهازنا الحكومى، وعندنا 11 ألفاً و430 مديراً بالحكومة لا نؤهلهم ولا ندربهم ولا نقيّمهم، وبعد ذلك نقول إنهم غير أكفاء، وهذا شىء غير عادل لهم ولنا. فإذا أردنا النمو فلابد أن نلعب أمام الدول الأخرى بأحسن فريق من الـ11 ألف مدير (530 وكيل أول وزارة، 2140 وكيل وزارة، و8760 مديرا عاما)، ولتنفيذ ذلك علينا بخطة متكاملة للإصلاح مثل خطة عبور خط بارليف سنة 1973، التى لم تكن لتنجح لولا أن تم التخطيط لها بطريقة متكاملة.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك