عجز موازنة دول الخليج سيصل لتريليون دولار في 5 سنوات-مسؤول كويتي:

[ميمو]

انا : ميمو

قال محافظ البنك المركزي الكويتي السابق، الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، إن البلدان النفطية لم تستفيد من الدروس التي تلقتها على مدى الـ30 سنة الماضية فيما يتعلق بصدمات التقلبات الحادة في أسعار النفط وما تفرضه عليها من تحديات في رسم سياساتها المالية والنقدية خاصة فيما يتعلق بالخلل الهيكلي في موازنتها العامة مع تزايد التوقعات بوصول إجمالي عجز الموازنة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى تريليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة وهذا طبيعي لأن المصدر الرئيسي لتمويل موازنات هذه الدول النفط قد شهد انخفاضًا.


وأوضح «سالم» خلال حفل عشاء أقامه الشيخ محمد الصباح، وزير الخارجية الكويتي الأسبق، لأعضاء مؤتمر التحديات التي تواجه الدول النفطية في ظل انخفاض أسعار البترول، أن السياسات المالية في دول التعاون الخليجي لها نفس الملامح من حيث الاعتماد بشكل كامل على مصدر واحد للدخل يتمثل في عائدات البترول الذي يمثل 80 إلى 90٪ من الإيرادات العامة لدول الخليج كما أن الضرائب ليست عنصرًا هامًا في هذه الدول حيث تفرضها الدولة بنسب متواضعة للغاية، وحتى الآن فضريبة القيمة المضافة لم تدخل هذه الدول.
وأضاف محافظ البنك السابق إلى أن الإنفاق الجاري يستحوذ على النصيب الأكبر بنسبة تتراوح بين ٧٠ و٨٥٪من حجم الإنفاق الكلي، مضيفًا أن الدعم في هذه الدول يمثل نسب عالية من إجمالي الإنفاق في الموازنة العامة للدولة يتراوح بين ٢٠ إلى ٣٠٪، مؤكدًا أن الإنفاق الحكومي هو المحرك الرئيسي لتحفيز الاقتصاد بجانب تشجيع القطاع الخاص.
وأشار إلى أن الموازانات العامة لهذه الدول تتسم بالجمود وتفقر إلى المرونة أي أن هناك خلل هيكلي في هذه الموازنات وأنها توسعت على مدى الـ١٤ سنة الأخيرة بشكل كبير تحت ضغط الزيادة الهائلة في الانفاق الحكومي العام.
وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي في هذه الدول، فإن البترول يسهم بأكثر من ٦٠٪ من إجمالي الناتج، في حين أن مساهمة استثمارات القطاع الخاص متواضعة نظرًا لأن البترول لازال هو اللاعب الأوحد في هذه الاستثمارات.
وفيما يتعلق بالسياسات النقدية، قأشار «سالم» إلى أن دورها محدود نظرًا لأن البنوك المركزية لا تتمتع بدرجة استقلالية عالية في رسم السياسات فضلاً عن عدم توافر مبادئ الشفافية والإفصاح كما أن تلك الدول باستثناء الكويت يعتمدون على الدولار الأمريكي في تقييم عملاتها فضلاً عن أن تلك البلدان لم تشهد تعديلات في مستوى أسعار صرف عملاتها مقابل الدولار على مدى أكثر من ٢٠ عامًا.
وحول كيفيه مواجهة التحديات في أعقاب التدني الحاد والسريع في أسعار النفط، لفت «سالم» إلى ضرورة الاعتراف بأن هذه الدول تمر بمرحلة صعبة مليئة بالتحديات الحقيقية والتي من المرجح أن تستمر لمدة ليست قليلة وتختلف تللك التحديات من دولة لأخرى، ويجب إجراء إصلاحات عاجلة لمواجهة تلك التحديات خاصة ما يتعلق بخفض معدلات الإنفاق العام وتقليل مستويات الدعم المقدمة إلى حدودها الدنيا بشكل تدريجي أخذًا في الاعتبار أن هذا الدعم ينبغي أن يقدم يقدم لمستحقيه.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك