أميركا تواجه خطر التخلف عن السداد ..وأوباما يلغي رحلاته الخارجية

[الصحفى المحترف]

انا : الصحفى المحترف

تواجه الولايات المتحدة ولأول مرة في تاريخها خطر التخلف عن سداد التزاماتها في وقت بدأ فيه المخزون المالي لوزارة الخزانة في النفاد. وقدرت شركة أبحاث الأسواق العالمية "آي إتش إس" أن الإغلاق الاتحادي سيكلف الاقتصاد الأميركي نحو 300 مليون دولار يوميا، حسبما أفادت خدمة "بلومبرغ" الإخبارية.بحسب جريدة البيان

وسيطرت حالة من الجمود في أروقة الأجهزة التشريعية بعد مناقشات ماراثونية استمرت 11 ساعة حتى منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء من أجل التوصل إلى اتفاق لتوفير التمويل اللازم للأنشطة الحكومية. فقد رفض مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي بأغلبية 54 مقابل 46 عضوا عرضا من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري للدخول في مفاوضات مباشرة بين المجلسين بشأن قانون الميزانية.

وبسبب الشلل في ميزانية البلاد أرجأ اوباما زيارة مقررة الى ماليزيا كما اعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق في تصريحات اوردتها الوكالة الماليزية الرسمية. وكان من المقرر ان يزور اوباما ماليزيا في الحادي عشر من أكتوبر الجاري ضمن جولة في جنوب شرق اسيا للمشاركة خصوصا في قمة مجموعة دول اسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في جزيرة بالي الاندونيسية اعتبارا من الاثنين المقبل.

صورة قاتمة

ورسم وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو صورة قاتمة عن الأوضاع المالية. وقال انه لا يوجد أمام الكونغرس القوت الاضافي للتحرك ورفع سقف دين الولايات المتحدة بعد 17 أكتوبر. وقال في رسالة الى الكونغرس انه بعد هذا اليوم حيث ستنتهي الاجراءات الاستثنائية التي لجأت اليها الحكومة الأميركية لتحاشي عمليات الدفع سيبقى فقط 30 مليار دولار من اجل الوفاء بالالتزامات. واوضح ان هذا المبلغ هو اقل بكثير لما يمكن ان تنفقه وزارة الخزانة في يوم واحد اي حتى 60 مليار دولار.

تحرك فوري

وحث البرلمانيين مرة جديدة على التحرك فورا. واضاف انه في نفس اليوم الذي اغلقت فيه جزئيا الخدمات الفدرالية بسبب عدم التوصل الى اقرار ميزانية، بدأت وزارة الخزانة باستعمال اخر الاجراءات الاستثنائية التي تتيح للولايات المتحدة عدم الدفع. واوضح: بدأت وزارة الخزانة باستعمال اخر اجراءاتها الاستثنائية مثل تعليق الاستثمارات في صناديق التقاعد العامة مؤكدا ان هذه الاجراءات ستنفد في 17 أكتوبر.

إجازة إجبارية

اضطر مئات الآلاف من الأميركيين العاملين في الدولة إلى القيام بعطلة إجبارية غير مدفوعة الأجر بسبب إغلاق المؤسسات الحكومية نتيجة غياب المخصصات المالية. وحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونجرس على تمرير ميزانية وإنهاء إغلاق مؤسسات الحكومة فوراً، محذرا من أنه لن يتفاوض بشأن قانون الرعاية الصحية.

مواقف متباينة

ويصر الجمهوريون في مجلس النواب على ضرورة ربط قانون الميزانية قصيرة الأجل المطلوب تمريره بتأجيل أو إلغاء مخصصات برنامج الرعاية الصحية الذي يتبناه أوباما في الوقت الذي يرفض فيه الديمقراطيون هذا المطلب.

ويناقش مجلس النواب مقترحات لتمويل أجزاء من الحكومة الاتحادية، مثل الحدائق الوطنية والمتاحف والمساعدات التي تقدم لقدامى المحاربين، التي تشرف عليها الحكومة. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني تلك الفكرة، مشيرا إلى أن منهجا تدريجيا لتمويل الحكومة ليس منهجا جديا.

حملة اتهامات

واتهم أوباما في أول كلمة علنية له بعد إغلاق مؤسسات الدولة الجمهوريين الذين يريدون ربط الميزانية بتأجيل تطبيق برنامج الرعاية الصحية بأنهم يشنون "حملة أيديولوجية شاملة لحرمان ملايين الأميركيين من الرعاية الصحية. وقال أوباما إن غلق المؤسسات الحكومية هذه المرة يستهدف التراجع عن جهود توفير التأمين الصحي للفقراء الذين لا يمتلكونه.

آثار الشلل

ظهرت أولى آثار الشلل في النصب والمتاحف الوطنية في واشنطن وتمثال الحرية في نيويورك والحدائق العامة الطبيعية الشاسعة التي بقيت مغلقة امام السياح. لكن مجموعة من المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية تحدوا هذا المنع وبدعم من برلمانيين اقتحموا الحواجز التي كانت تمنعهم من الدخول الى نصب مخصص لذكرى النزاع في واشنطن.

وفي العاصمة الاميركية الفدرالية حمل بعض الموظفين الذين طلب منهم البقاء في منازلهم، على نواب الكونغرس مثلما فعلت كريستين بوغمان في الخمسين من العمر الموظفة في وكالة حماية البيئة. وقد خفضت جميع الادارات، من الدفاع الى التعليم، عدد موظفيها الى الحد الادنى الضروري. وبات حتى البيت الابيض يعمل ب25% من موظفيه.



الأسواق العالمية تفقد تماسكها

فشلت الأسواق العالمية في التمسك بحالة الهدوء التي واجهت بها الأزمة الأميركية في الجلسة السابقة. وتراجعت الأسهم الأوروبية والآسيوية مع تزايد المخاوف من عدم التوصل إلى حل قريب للأزمة. ودفع الارتفاع الكبير للين أمام الدولار مؤشرات طوكيو لتسجيل أدنى مستوى في 6 أسابيع في حين أسهمت حالة القلق في أوساط المستثمرين في تغذية الاتجاه النزولي في أوروبا.

مؤشر نيكاي

وتكبد مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية أكبر خسارة يومية في 6 أسابيع مع إخفاقه في الحفاظ على مكاسبه المبكرة في جلسة مضطربة بعد أن أخفقت خطة التحفيز الاقتصادي التي أعلنها رئيس الوزراء شينزو آبي والبالغ قيمتها 51 مليار دولار في تشجيع المستثمرين على الشراء.

وأغلق نيكاي منخفضا 2.2% عند 14170.49 نقطة مسجلا أدنى إغلاق في 3 أسابيع ونصف الأسبوع بعد أن صعد خلال الجلسة إلى 14569.20 نقطة. ومازال المؤشر القياسي مرتفعا بنسبة 36 % منذ بداية العام مدعوما بخطوات حكومية نشطة للتحفيز النقدي والمالي. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.5% لينهي الجلسة على 1175.16 نقطة في معاملات هادئة نسبيا مع تداول 2.90 مليار سهم.

أسهم أوروبا

أما في أوروبا فقد تراجعت الأسهم بقيادة تسكو البريطانية لمتاجر التجزئة بعد أن أعلنت نتائج ضعيفة وبفعل شركتين لاستخراج الذهب بعد خفض تصنيفهما من جانب سيتي غروب. وهبطت أسهم تسكو 2.2% بعد أن أعلنت أكبر شركة بريطانية لمتاجر البقالة استقرار المبيعات الفصلية في سوقها المحلية رغم استثمار مليار جنيه استرليني أي نحو 1.62 مليار دولار.

وكان سهم الشركة هو الأكثر انخفاضا على مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى والذي نزل 0.4% إلى 1251.27 نقطة. وسجل سهما فرسنيلو وراندغولد لاستخراج المعادن النفيسة خسائر كبيرة أيضا وانخفضا 1.8 % بعد أن خفضت سيتي غروب توصيتها للسهمين إلى "بيع" لتوقعات بانخفاض أسعار الذهب. وفي أنحاء أوروبا انخفضت مؤشرات فايننشال تايمز 100 البريطاني وكاك 40 الفرنسي وداكس الألماني بنسب تراوحت بين 0.4 و0.6%.

الدولار يتراجع

تراجع الدولار لأدنى مستوى في شهر مقابل الين بينما ظل اليورو تحت ضغط جراء التوقعات السالبة. وشهدت السوق جلسة متقلبة في غياب أي مؤشرات ايجابية. وارتفع الين الذي يستفيد عادة من عدم التيقن في السوق أمام الدولار.

وتراجعت العملة الأميركية 0.6% لتلامس 97.305 ين وهو أقل سعر لها منذ أواخر أغسطس. وهبط اليورو 0.1% إلى 1.3515 دولار. وكانت العملة الموحدة سجلت أعلى مستوى في ثمانية أشهر عندما بلغت 1.3589 دولار في الجلسة السابق. وانخفض مؤشر الدولار 0.1% إلى 80.14.

نطاق ضيق

وتأرجح الذهب في نطاق ضيق وتحدد سعره في لندن عند 1293.75 دولار للأوقية ارتفاعا من 1290.75 دولار في جلسة القطع السابقة. وبلغ سعر المعدن الأصفر عند الإغلاق السابق في نيويورك 1285.99 دولار للأوقية. وعززت الأزمة الأميركية المخاوف من مزيد من تسييل المراكز.

وسجل الذهب أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية في أكثر من أسبوعين أول من أمس الثلاثاء عقب تنفيذ أمر بيع ضخم في بورصة كومكس وعمليات بيع لعوامل فنية فور نزول الأسعار عن 1300 دولار للأوقية. ومنذ بداية العام فقد الذهب نحو 23% من قيمته وذلك أساسا بسبب المخاوف بشأن خطة لتقليص برنامج التحفيز الأميركي.



توقف صدور البيانات الاقتصادية

أدى إغلاق المؤسسات الحكومية الأميركية إلى منع خبراء الاقتصاد الحكوميين من إصدار بيانات اقتصادية منتظمة بما في ذلك بيانات سوق العمل لشهر سبتمبر الماضي المقرر صدورها غداً الجمعة. وربما تؤثر هذه الخطوة على أسواق المال التي تتحرك بصورة كبيرة على أساس التقارير الاقتصادية الحكومية. وذكر مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية عبر موقعه على الإنترنت: خلال فترة توقف عمل المؤسسات الحكومية لن يتم جمع البيانات ولا إصدار التقارير ولا الرد على الاستفسارات العامة.

كما أن تحديث الموقع لن يتم إلا مع عودة مؤسسات الحكومة للعمل. ولم يتضح ما إذا كان توقف جمع البيانات سيؤثر على صدور تقارير الشهور التالية حتى بعد حل الأزمة واستئناف عمل المؤسسات الحكومية، فبيانات البطالة تعتمد على استطلاعات واسعة للأسر وأصحاب العمل فيما يعتمد مؤشر التضخم الذي يصدره مكتب إحصاءات العمل أيضا والمقرر صدوره يوم 16 أكتوبر.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك