أهلا وسهلا بكم في منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت نتمنى لكم اجمل الاوقات برفقتنا
ضع وصفاً للصورة الأولى الصغيره هنا1 ضع وصفاً للصورة الثانية الصغيره هنا2 ضع وصفاً للصورة الثالثه الصغيره هنا3 ضع وصفاً للصورة الرابعه الصغيره هنا4
العودة   منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت > المنتدى الاقتصادى > منتدى الاقتصاد
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: مفهوم الدعم والمقاومة (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: أفضل أنواع التداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: خطوات التسجيل في فرنسي تداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: شروط تسجيل عضوية بموقع حراج (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: اعتماد العزل (آخر رد :مروة مصطفي)       :: شركة امتلاك (آخر رد :مروة مصطفي)       :: كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (آخر رد :سلمي علي)       :: طريقة تحويل العملات المختلفة (آخر رد :سلمي علي)       :: حجابات شيفون (آخر رد :سلمي علي)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-26-2015, 07:35 AM
معاز معاز غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 2,080
افتراضي ماهى السلعه وماهى صفاتها وخصائصها



السلعة
السلعة يمكن أن تكون شيئاً مادياً ويمكن أن تكون شيئاً غير مادي , فكري ,أو نفسي- شعوري أو معنوي - صوت ، لحن ، فكرة ......الخ , والسلعة هي التي تسوق ويجري تبادلها بواسطة الصفقات .
فالمواد الغذائية سلعة ، ووسائل الإنتاج سلعة ، والمنتجات الزراعية والصناعية سلعة ، والخدمات سلعة, والمعلومات والمعارف سلعة ، والأراضي والمنازل سلعة ....الخ . والسلعة يمكن أن تكون مستهلكة ، أو غير مستهلكة، مثل الأراضي والتحف والمجوهرات والأفكار والمعلومات والفنون ..أي أن هناك سلعاً تستهلك وتضمحل أو تنضم للبنية التي استهلكتها ، وهناك سلع لا تستهلك أو يحدث استهلاكها خلال فترات طويلة من تكرار استخدامها وتداولها , فأفكار أرسطو تم تداولها لأكثر من ألفي سنة وما زال بعضها يتداول حتى الآن ، وكذلك الأرض والذهب وغيرها .
فالسلعة هي التي تباع وتشترى أو يحدث تبادلها مقابل سلعة أخرى ، فيمكن أن تكون السلعة وجبة يتم تناولها وهضمها وتمثلها ، مثل وجبات الطعام وكافة أنواع الوجبات التي تؤدي إلى النمو أو الاستمرار ، فهناك وجبات اكتساب المعارف التي تنمي مخزون العقل من المعلومات وهناك وجبات اكتساب المهارات بكافة أنواعها البدنية والفكرية والصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية فهي تنمي هذه المهارات , وهناك الوجبات الحسية والتي تولد الأحاسيس الجميلة والمريحة واللذيذة ومثال على ذلك الفنون بكافة أنواعها من موسيقى ورسم وفنون الأدب من شعر وقصة ومسرحية وسينما ، وهناك لذة الحب والصداقة ، ولذة الطعام والشراب , ولذة المرح والتسلية واللعب .... ويمكن أن تكون السلعة خدمات أو أداة تسهل الأعمال ، مثل الملابس والمسكن والسيارة وكافة الأدوات الموجودة ، بالإضافة إلى كافة أنواع الخدمات الزراعية والصناعية والاجتماعية والتعليمية والتربوية .
قيمة السلعة, والعلاقة بين كلفة السلعة والحاجة للسلعة
سؤال : هل الذي يقرر سعر السلعة هو كلفتها - أي تكلفة إنتاجها من مواد وعمل وفكر- أم مدى الحاجة إليها ؟
ما هو دور وتأثير الحاجة إلى السلعة وكلفة إنتاج السلعة والوفرة في تحديد سعر السلعة , ويجب أن ننتبه أن مقدار الحاجة ليست ثابتة فهي تابعة لكل فرد ولكل جماعة, وتابعة للوضع والمكان والزمان, وكذلك الكلفة ليست ثابتة أي إننا نتعامل مع بنيات متغيرة متحركة, وهذا يمنعنا من وضع معادلات رياضية محددة ثابتة أو نظرية بسيطة , تظهر نتيجة تفاعلا ت الحاجة مع الوفرة مع الكلفة ولكن يمكن أن نقول :
أن معدل أو متوسط الحاجة للسلعة + معدل أو متوسط الكلفة السلعة – معدل الوفرة لهذه السلعة = معدل السعر
هذا بشكل عام ويمكننا في كل تبادل أو صفقة وضع معادلة أدق إذا كانت مقادير الحاجة والكلفة والوفرة يمكن تحديدها , فتصبح المعادلة :
مقدار حاجة الشاري + مقدار كلفة السلعة – مقدار وفرة السلعة يعادل السعر الذي يمكن أن يقبل به كل من البائع والشاري .
وتمثل حاجة الشاري (مقدار الطلب) , والكلفة والوفرة تقرران سعر أومقدار العرض.
في هذه المعادلة لا يظهر الربح لأن البائع والشاري معاً يحققان الربحأو المكاسب , وتصبح معادلة التبادل الأساسية في حالة متبادلين "ا" و"ب" يتبادلنان السلعة( ا ) بالسلع (ب ) هي:
( حاجة "ا" لسلعة ب – الوفرة لديه من السلعة ا = حاجة "ب" لسلعة ا – الوفرة لديه من السلعة ب )
وتكون الكلفة متضمنة في الوفرة . وعندها يمكن أن يحدث التبادل .
كما قلنا الربح لا يظهر في هذه المعادلة , فهو متضمن ( أو موجود ) في الحاجة , وهو يكون على شكل طلب النمو أو التطور أو أي دافع آخر, مادي أو نفسي أو فكري....
يقولون :"الحاجة أم الاختراع " و في الواقع الحاجة أو الدافع هما المحرك الأول لكافة استجاباتنا .
مفهوم الوفرة و مفهوم الحاجة.
يمكن استخدام مفهوم الوفرة أو الفائض, ومفهوم الحاجة أو الدافع لتوضيح الصفقات وتفاعلها مع بعضها , وكذلك لتوضيح تشكل وتفاعل البنيات الاقتصادية.
يقولون : إن سعر السلعة ينزع باستمرار إلى أن يرد إلى مستوى كلفة الإنتاج إذا كان التنافس بين المنتجين حراً, هذا ممكن , ولكن إذا استخدمنا مفهوم الوفرة والحاجة , والمعرفة التي تتضمن التوقع, يمكن أن نحصل على أحكام أعلى دقة وأعم وأشمل لتوضيح الصفقات والبنيات الاقتصادية, فالتنافس ليس هو وحده الذي يجعل سعر السلعة يرد إلى مستوى الكلفة, فالوفرة أو سهولة الحصول على المنتج وبالتالي تحقيق الفائض له تأثير كبير في خفض قيمة المنتج, أما المعرفة والتوقع فلهما تأثير كبير على القيمة , وتفاعل الصفقات مع بعضها له تأثير كبير على المعرفة والتوقع, ومن هنا كان تأثير التنافس الحر, و مفهوم الحاجة أو الدافع هو مفهوم مناسب لاستخدامه في توضيح سعر السلعة في الصفقة الثنائية , فهو يعتمد تحديد قيمة السلع المتبادلة بناء على الوفرة أوالفائض , وعلى الحاجة لهذه السلع, وهما يقرران توازن الصفقة, ولكن قد تكون الصفقة متعددة الأطراف, وكثيراً ما تؤثر الصفقات على بعضها وتتداخل مع بعضها, لذلك يجب حساب فرق الحاجة بالإضافة إلى المعرفة والتوقع لكي نحدد طبيعة مسار الصفقة المتعددة الأطراف أو المتداخلة مع غيرها من الصفقات, ولكي نفسرأيضاً بنية النقود والسعر العام أو القيمة التبادلية للسلعة, وغيرها من البنيات الاقتصادية, وخاصةً المتطور منها , وكذلك لكي نفسر التفاعلات الاقتصادية المعقدة
السلعة والقيمة والثمن والوظيفة أو الدور
إذا اعتبرنا السلعة هي كل شيء يتم تداوله ومبادلته أو كل خدمة يمكن أن تقدم مقابل ثمن أو خدمة أو شيء أخر ، يمكننا أن نعتبر قيمة السلعة بالنسبة للذي اشترى السلعة تابعة للوظيفة أو الدور الذي تؤديه هذه السلعة له ، وفي نفس الوقت يكون الثمن الذي يأخذه البائع هو سلعة أيضاً لها دور ووظيفة لديه .
فالصفقة إذاً هي تبادل لسلع من أجل دور ووظيفة هذه السلع ، فكل طرف يقدم سلعة لها دور ووظيفة لدى الطرف الآخر وهو يريدها أو بحاجة إليها، ويجب أن تكون حاجة الطرف الآخر لهذه السلعة دوماً أكبر من حاجته هو ، وإلا لما حدث التبادل .
فالصفقة مشاركة وتعاون بين طرفين أو أكثر، يستفيد كل طرف (أو يتوقع أن يستفيد) , في نموه ,أو تحقيق وظيفة تساهم في استمرار ذاته ,أوتحقيق دوافعه , ويمكن أن تحدث صفقات ويتم تبادل سلع يتوقع أنها مفيدة ولكن يظهر العكس و عدم جدوى هذه السلعة, فليس كل شراء أو تبادل مضمون الفائدة دوماً ، فهو يعتمد على الدوافع وعلى التوقع المستقبلي أي المعلومات .
والصفقة تؤمن حاجات مستقبلية - قريبة أو بعيدة - مثلاً : شراء طعام لتناوله فوراً هذا يعني تأمين حاجة قريبة أما شراء أسهم بهدف الربح المستقبلي فهو تأمين حاجة بعيدة ، لذلك إذا تغير المستقبل المتوقع تغيرت قيمة ووظيفة ودور هذه السلعة .
"إن دور الصفقة الهام في تبادل الخدمات والسلع هو الذي ينشئ البنيات الجديدة نتيجة التفاعلات الجارية بين أطراف القائمين بالصفقة ، فيصبح كل طرف له دور ووظيفة ( نتيجة ما يقدمه من سلع ) لدى الطرف الآخر ، وهذا ما ينشئ بنية جديدة شاملة لأطراف القائمين بالصفقة ، فالتجار والزبائن ينشئون بنية السوق ، وصفقة الزواج تنشئ بنية الأسرة، وكافة أو أغلب البنيات المادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تكونت نتيجة الصفقات ."
قيمة السلعة حسب مفهوم الصفقة
كما قلنا إن قيمة السلعة ( أ ) التي يقدمها الطرف الأول للطرف الثاني = أو تكافئ أو توازن قيمة السلعة ( ب ) التي يقدمها الطرف الثاني للطرف الأول ، ويجب أن تكون قيمة(أو الحاجة) السلعة ( أ ) بالنسبة للطرف الأول أقل من قيمة (أو الحاجة) السلعة ( ب ), وقيمة(أو الحاجة) السلعة (ب ) بالنسبة للطرف الثاني أقل من قيمة(أو الحاجة) السلعة( ا ) لكي يحدث تبادل .
إن طلب السلعة من قبل الآخرين هوالقوة المحركة الأساسية لتسويق هذه السلعة ، فلا يمكن أن أبيعك سلعة أنت لا تريدها ، فأنت لن تدفع ولن تجري صفقة لشيء لا تريده , وكذلك على الأغلب لا يمكن أن تبيع سلعة لشخص يبيع نفس السلعة وتحقق ربحاً ( إلا إذا كان هناك فروقاً في الأسعار ) . و يمكن أن تبيع لإنسان سلعة لا يريدها هو ، ولكنه يعرف من هو بحاجة إليها ويستطيع بيعها له,
إن المعرفة هامة جداً في إجراء الصفقات التي من هذا النوع ، والتي ليس عليها طلب ظاهر أثناء إجراء الصفقة ، والمعرفة المناسبة تساهم كثيراً في المساومة أثناء الصفقة ، فالذي يعرف ميزات ومساوئ السلعة ، ويعرف من يطلبها ومن لا يطلبها ، وكيفية الوصول إلى من يطلبها ، ويعرف خصائص الطرف الآخر ,النفسية والمادية , ودرجة حاجته هو الذي يحقق أكبر مكاسب من هذه الصفقة .

قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلية
إن قيمة السلعة بالنسبة لفرد معين تكون مختلفة عن قيمتها بالنسبة لغيره في أغلب الأحيان ، وهذه القيمة خاصة به, وهذه تمثلها القيمة الاستعمالية للسلعة . وفي حال وجود وفرة كبيرة لسلعة فإنها لا تؤثر على قيمتها الاستعمالية , بينما تؤثر على قيمتها التبادلية , أما قيمة السلعة التبادلية فهي تعتمد على وفرتها وعلى معدل قيمتها لدى مجموعة أفراد ، وتكون قيمة السلعة الاستعمالية متفاوتة بشكل كبير أو صغير بين الأفراد ، وهذا التفاوت هو من أهم عوامل حدوث التبادلات أوالصفقات ، فإذا كانت قيمة السلعة الاستعمالية متساوية لدى مجموعة أفراد ، فلن يحدث تبادل لهذه السلعة فيما بينهم , فهذا يشبه تبديل الماء بالماء ، أو الخبز بالخبز فليس هناك دافع للمبادلة .
فالتبادل يحدث نتيجة فروق القيمة الاستعمالية بين الأفراد للسلع ، وفروق القيمة الاستعمالية بين الأفراد ناتج عن فروق دور أو وظيفة كل سلعة بالنسبة لكل منهم، بينما تكون قيمة السلعة التبادلية ثابتة تقريباً بالنسبة لكل منهم , وهناك تأثيرات متبادلة أو علاقة بين قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلية ، فالتاجر والوسيط يعتمدان على هذه العلاقات الهامة بين قيمة السلعة الاستعمالية وقيمتها التبادلية في تحقيق مكاسبهم .
إن القيمة الاستعمالية لأية سلعة مرتبطة بالشخص الذي يستخدمها , فهو الذي يقيمها, وهذا التقييم مرتبط بحاجاته وأوضاعه وتفكيره- الممتع والمفيد بالنسبة له- لذلك تكون نتيجة هذا التقييم غير ثابتة فهي متغيرة دوماً بمقادير صغيرة أو كبيرة عند إعادة إجرائه, وهذا يصعٌب تحديد القيمة الاستعمالية لأية سلعة, ويمكننا في أغلب الحالات تغييرها إذا تدخلنا في تقييمها وهذا ما تفعله الدعاية والمنافسة على بيع السلع المتشابهة , فيسعى كل منتج إلى رفع القيمة الاستعمالية لسلعته وخفض القيمة الاستعمالية للسلع المشابهة الأخرى بهدف تسويق سلعته وهذا ينطبق على السلع إن كانت مواد أو خدمات أوأفكار, وكذلك تتغير القيمة التبادلية للسلع نتيجة تغير القيمة الاستعمالية وبالإضافة إلى تأثيرات كثيرة أخرى , وكما ذكرنا لا يجري تبادل للسلع إلا نتيجة اختلاف قيمتها الاستعمالية وعند تساوي القيمة الاستعمالية لسلع عند شخصين لا يحدث تبادل لهذه السلع بينهما.
إن قيمة السلعة التبادلية وكذلك قيمتها الاستعمالية تعتمد أيضاً على الزمان والمكان ، فقيمتها ليست ثابتة , وتقاس قيمة السلعة التبادلية عادة بالنقود ، وكذلك تقيم قيمة السلعة الاستعمالية بالنقود , والفرق الهام بينهما هو في درجة الثبات والتوحيد فالقيمة التبادلية تملك الثبات النسبي والعمومية الأكبر بين الأفراد .


أوضح مثال للسلع التبادلية العالية الثبات هي النقود فالنقود هي سلعة أيضاً .
إذاً هناك لكل سلعة قيمة خاصة مرتبطة بشخص الذي يتعامل معها ( قيمتها الاستعمالية )، ولها أيضاً قيمة عامة هي معدل قيمتها لدى المتعاملين بها - قيمتها التبادلية- وقيمة السلعة في تغير مستمر .
إن قيمة أو سعر السلعة التبادلي كان تابعاً بشكل أساسي لمقدار العمل والجهد الجسمي المبذول في إنتاجها , هذا بالإضافة إلى ما ذكرنا من عوامل, ولكن الآن أصبح مقدارهذا الجهد يتناقص نتيجة زيادة مردود الجهد الفكري المرافق , لذلك فإن قيمة السلعة أصبحت تتبع مردود الجهد الفكري أكثر منه العمل الجسمي , وحجم الجهد الجسمي المبذول في إنتاج السلع يتناقص بسرعة وباستمرار ويحل محله جهد فكري , إلى أن يصبح تقريباً كله فكرياً , وبالتالي سوف تصبح قيمة السلعة في حدها الأدنى , بالنسبة لارتباطها بتوفر المواد الأولية.
وهنا تظهر عوامل ومؤثرات جديدة تقرر القيمة التبادلية للسلعة وتجعلها ترتبط بفرق الحاجة أكثر( والذي يتضمن فرق الوفرة أيضاً), وعندها تظهر للسلع قيم جديدة مرتبطة بالحاجات الممتعة أوالجميلة , و دورها أو وظيفتها النفسية والفكرية , أي أن الذي يحدد قيمة القميص أو الحذاء أو السيارة أو أي سلعة فنية هو ميزاتها الفنية - الحسية والشعورية والفكرية- بالإضافة إلى فائدتها , أكثر منه قيمة المواد الأولية أو تكاليف الإنتاج لأن هذه متوفرة غالباً, وسوف تصبح الأفكار الجيدة ذات المردود العملي ذات قيمة عالية , وبالتالي ترتفع قيم المعارف والفنون بكافة أنواعها وتصبح هي السلع الأعلى ثمناً والأكثر طلباً .
ما الذي يحدد قيمة السلعة؟
إن الجواب على هذا السؤال كما قلنا كان متعدداً ومتضارباً في كثير من الأحيان, فلم يكن الجواب المناسب والدقيق بالأمر السهل , فالذي يحدد قيمة السلعة هو الحاجة أو الدافع إليها سواء بالنسبة لعارضها أو بالنسبة لطالبها, أي مقدار الحاجة للسلعة لكل من البائع والشاري وكمية العرض والطلب تؤثر عل مقدار أو شدة الحاجة, وباعتماد مفهوم الصفقة في توضيح قيمة السلعة يظهر تأثير جديد على القيمة , وهذا ينتج عن تدخل مشاركين جدد في الصفقة بالإضافة للبائع والشاري , فتدخل الوسطاء والبائعين والشارين الآخرين في الصفقة الجارية يؤثر على قيمة السلعة, ويظهر هذا التأثير بوضوح عند وجود السوق وكثرة المشاركين بالصفقة لنفس السلعة, فتحديد قيمة السلع تابع لأوضاع وخصائص الصفقة أو التبادل الجاري, وأهم هذه الأوضاع والخصائص هي:
1_ حاجة كل من البائع والشاري لما هو موجود مع الآخر, أو فرق الحاجة للسلعتين المتبادلتين بالنسبة لكل منهما
2_ كمية العرض أو الفائض من السلعة, لأنه يؤثر على مقدار الحاجة
3_ عدد المشاركين بالتبادل أو الصفقة ونوعيتهم وخصائصهم- أفكارهم ودوافعهم ومعلوماتهم-, بائعين أم شارين أم وسطاء
4_ كلفة الإنتاج العملية والفكرية والمواد الأولية
5_ تأثير الظروف والبنيات الأخرى المادية و الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية.....
6_ تأثير المعرفة والدعاية



إن الناس بشكل عام يشككون بالسلعة التي حضرت بسهولة وسرعة وبغض النظر عن طبيعة أو جودة هذه السلعة ، فالمنتج الجيد يجب أن يكون قد بذل في تحضيره الكثير من الجهد والفكر والوقت ، وإلا سوف يكون على الأغلب غبر جيد، وهم على الأغلب محقون في ذلك لأن كل منتج حضر بسهولة وكان تحضيره بمتناول الجميع ، سوف يكون غير هام أو ليس له قيمة عالية، فيمكن لأي إنسان تحضيره بسهولة .
فالمنتج الجديد والذي يمكن أن يطلب من قبل الكثيرين ويسوق بسهولة هو المفيد أو الضروري لهم ، أي الذي هم بحاجة إليه ولا يملكونه, ويكون على الأغلب هو المنتج الذي لا يحضر بسهولة أو لا يستطيع كثير من الناس إنتاجه لصعوبة ذلك , فقيمة المنتج التسويقية تابعة لمقدار الجهد الذي بذل في إنتاجه ومقدار الفن والفكر في صنعه ، بالإضافة للعناصر المكونة له.
وكما قلنا فالذي يتحكم بقيمة المنتج التسويقية – التبادلية- بشكل أساسي هو حجم الإنتاج وحجم الطلب على هذا الإنتاج ، وتلعب درجة جودة المنتج دوراً أقل .
وقد ظهر أيضاً أن إعلام المستهلك بوجود السلعة وخصائصها له دور كبير جداً في تسويق هذه السلعة وجذب المستهلك ، وذلك باستغلال دافعي التملك والشراء الموجودين لدى الناس .
وهناك التقليد والمحاكاة اللذان يدفعان الكثير من الناس إلى الإقبال على شراء السلع التي يشتريها بعض الناس المتميزين ، وتنتشر هذه السلع إن كانت طعاماً أو لباساً أو آلات .... بالتقليد والعدوى بسرعة كبيرة .
تسويق المعلومات والمعرفة
هناك معلومات تباع مثل المعلومات القانونية ، والمعلومات الاقتصادية ، والمعلومات الطبية ، والمعلومات الهندسية أو الفنية أو التقنية .....الخ .
وهناك نوع من المعلومات متاح للجميع ولكنه متوضع في كتب وفي أماكن يصعب الوصول إليها ، وحجمه كبير جداً لذلك يحتاج إلى وقت وجهد لإيجاده ويكون هذا هو الثمن مقابل ذلك .
وهناك معلومات مكتشفة حديثاً ، ولا يعرفها إلا مكتشفها ، وهناك معلومات يعرفها القليلون ويقنن نشرها أو تداولها وتكون غالية الثمن أيضاً ، مثل المعلومات الصناعية الخاصة ، وكذلك المعلومات الحربية ، والمعلومات السياسية .... هذه المعلومات بسبب ندرتها وصعوبة الحصول عليها ، تكون ذات ثمن عال كما قلنا .
وهناك معارف وأفكار من نوع خاص وهي المعارف والأفكار الفنية والأدبية أو الإبداعات الفنية والأدبية ، وهي تسوق من أجل تذوقها كوجبة تحدث الأحاسيس المباشرة ، وهي لا تهدف أو تسعى إلى معرفة عملية ، فقيمتها بما تحدثه من أحاسيس ، و هذه المعارف والإبداعات , تلعب الندرة ودرجة تأثيرها دوراً أساسياً في تحديد سعرها .
تسويق ونشر البنيات الفكرية
إن بعض المفكرين وكافة الناشرين هم مسوقون للبنيات الفكرية والمعارف ، فهم يسوقون الأفكار مقابل أشياء مادية أو غير مادية ، ودافعهم في طلب وتجميع المعلومات هو لغاية تسويقها بالدرجة الأولى وليس لاستخدامها ، والذي نشاهده عند أغلب المفكرين والمثقفين هو التنافس على جمع وامتلاك أهم وأفضل الأفكار- بالنسبة لكل منهم - وأكبر قدر منها, والقليل منهم يستثمر فاعلية وقوة هذه الأفكار, وأغلب هؤلاء هم مستثمرون للأفكار الموجودة وقليلون منهم منتجون للأفكار الجديدة ، فالمبدعون أو المنتجون للأفكار الجديدة هم قليلون جداً ، وأغلب هؤلاء يبنون أفكاراً يصعب تسويقها.
طبعاً إن نشر الأفكار في أكبر عدد من العقول هام جداً, فهو الذي يزيد من إمكانية إنتاج الأفكار الجديدة، فتطور الأفكار وخلق الجديد منها يخضع لآليات تشابه خلق وتطور البنيات الحية ، فبعض العقول يقوم بما يشبه الطفرة لدى البنيات الحية عند تشكيله فكرة جديدة فإذا كانت الظروف والعناصر ملائمة لانتشارها في العقول الأخرى فسوف تنتشر بغض النظر عن درجة صحتها أو دقتها، والذي يقرر انتشارها وبقاءها لفترات طويلة أو قصيرة هو درجة ملاءمة العقول لتقبلها وتبنيها بالإضافة إلى فائدتها العملية وملاءمتها للأوضاع الموجودة.
ويجب أن نلاحظ أنه يحدث تنافس وصراع بين الأفكار يشابه تنافس الكائنات الحية , فانتشار بنيات فكرية معينة في العقول وحدوث ما يشبه توارثها يؤدي إلى إعاقة انتشار بنيات فكرية جديدة في نفس تلك العقول , والأفكار التي تبقى وتنتشر في أكبر عدد من العقول ويتم ما يشبه توارثها غالباً ما تكون الأفضل أوالأكثر ملاءمة لبنيات المجتمع وأفراد هذا المجتمع ، ولا يمكن أن تنتشر أفكار تضر ببنيات المجتمع أو بالأفراد إلا بصعوبة ، وإن انتشرت فلفترات قصيرة ، أو ضمن مجموعات محدودة على الأغلب .
" إن كل نص أدبي هو آلية تسعى إلى التلقي " - من كتاب قضايا أدبية عامة
إن أي نص أدبي أو غير أدبي هو بنيات لغوية تمثل بنيات فكرية, وهذه البنيات تسعى إلى الاستمرار والتوالد أوالتناسخ مثل بنيات الكائنات الحية, ولكن البنيات الفكرية لا تستطيع الاستمرار والتناسخ إلا من خلال الكائنات الحية المتطورة وبشكل خاص من خلال الإنسان , فهذه البنيات تسعى إلى التلقي , أي تؤهل نفسها لدخول العقول فهذه طريقة توالدها وبالتالي استمرارها وانتشارها وتطورها.
فالبنيات الفكرية الموجودة أوالتي بقيت واستمرت أوالتي سوف تبقى وتستمر هي البنيات الملائمة للعناصر والظروف الموجودة وتحمل خصائص تؤهلها لذلك, فالبنيات الفكرية التي لا تجد العقول التي تستقبلها سوف يتوقف تداولها أي تموت, وتبقى البنيات الفكرية التي تجد العقول التي تستقبلها , وبذلك تبقى البنيات الفكرية التي تملك القدرة على دخول العقول, وكما ذكرنا سوف تتنافس مع غيرها من البنيات الفكرية الموجودة .
تسويق الأفكار
كيف تنتج البنيات الفكرية مكاسب مادية ؟ وكيف تسوق الأفكار ؟
إن أسهل سبل تسويق الأفكار هو التعليم مقابل أجر مادي أو معنوي كما في التعليم والتدريس والتربية بكافة أشكالها وأنواعها ، مثل التعليم الديني والتربوي والمدرسي ......الخ .
وهناك طريقة أصعب قليلاً وهي تأليف وتسويق الكتب والمجلات وما شابهها ، كما في الإنتاج الأدبي بكافة أشكاله ، والأنواع الأخرى من الإنتاج الفكري والفلسفي والعلمي والديني والسياسي ....الخ.
وهناك تسويق وبيع الأفكار- تسويق الخبرة- لدورها ووظيفتها المساعدة أو الضرورية لإنتاج السلع والأدوات ، أو المساعدة في تحقيق الأهداف والمشاريع بكافة أنواعها، سواء في مجال الزراعة أو الصناعة أو الطب أو الاقتصاد أو الحرب ....الخ .
إن إنتاج الأفكار أو البنيات الفكرية الهامة أو ذات الدقة العالية غير كاف لتسويقها أوانتشارها ، فلا بد من مساعدة بنيات أخرى وتوفير عناصر أخرى كما في تسويق أي سلعة .
فليست كل الأفكار المنتجة في العقول يتم تسويقها أوانتشارها حتى وإن كانت هامة وفعالة وجيدة ، فالكثير منها يبقى داخل العقول التي أنتجتها ولا يخرج ( لا يتوضع في بنيات مادية خارجها ) أو يخرج ولكنه لا ينتشر أو يسوق وينشر في مجال ضيق .
وتسويق الأفكار يخضع للعرض والطلب أو رغبات ودوافع المنتج والمستهلك ، بالإضافة إلى ما يلزم للتسويق الجيد والفعال من دعاية وغيرها, ويخضع كذلك لتنافس السلع المشابهة الأخرى ، وليس ضرورياً أن تكون الأفكار الأجود والأدق هي التي تباع وتنتشر فكما أن السلع المنتشرة والمتعارف عليها والمتداولة تقاوم دخول سلع جديدة مشابهة حتى وإن كانت أفضل منها ، كذلك الأفكار, فأفكار أرسطو وأفكارالكثير من المفكرين العظام وأفكار كافة الأديان والعقائد والكثير من الأفكار الأخرى وفي كافة المجالات قاومت وتقاوم تسويق الأفكار الجديدة المشابهة لها ، وهذا يحدث حتى في الأفكار العلمية كما قال كوهن في كتابه بنية الثورات العلمية.
تسويق الأفكار عندنا
إن الإنتاج الفكري المنشور وممارسة الألعاب الفكرية المكتوبة عندنا هو في أزمة تسويق وبالتالي قلة إنتاج , وذلك بسبب صعوبة التسويق وعوامل أخرى , والمقروء الرائج الآن بالدرجة الأولى هو المناهج المدرسية المفروضة والفكر الديني ثم يأتي الفكر السياسي ثم يأتي الفكر الأدبي وبعده العلمي والفلسفي والاجتماعي والنفسي .
أما الفكر المدرسي أي التعليم بكافة مراحله من الإلزامي إلى الجامعي فهو فكر مفروض وله خصائصه وهو يشمل غالبية الأفراد لأنه مفروض ، ويظل مردوده غير متكافئ مع ما يبذل من موارد وجهود ، وقد تلقى صدمة كبيرة نتيجة الفشل في تحقيق مردود مادي جيد ، فالمهن العملية التي لا تعتمد على الفكر المقروء تتفوق عليه وتحقق مردوداً ماديا أعلى ، وهذه أكبر مشكلة نعانيها الآن فإذا كان الأفضل يظهر بشكل الأسوأ , والأسوأ يظهر بشكل الأفضل فأي مشكلة أكبر من هذه ؟
يقولون : تقرأ ؟ ! تكتب ؟ ! هل لديك الوقت لتلك الألعاب والكماليات غير المجدية؟ !
نحن نعاني بشكل كبير من كساد وصعوبة في تسويق الإنتاج الفكري المقروء الأدبي ، وبشكل أكبر العلمي ، فأكثر من 50 بالمئة من الإعلام العربي أصبح منصباً على الإنتاج المسموع والمشاهد ، وهو يشمل السياسة والدين والأدب والترفيه بشكل أساسي ، أما الإعلام المقروء وخاصةً العلمي والتقني فهو في أدنى مستوياته مقارنة بالدول المتقدمة , حيث ننتج بضعة مئات فقط من الكتب العلمية سنوياً في أحسن الحالات, مقابل عشرات آلاف الكتب عند تلك الدول.
أما المجلات والصحف فوضعها أسوأ، فهي موجهة, وفي غاية التواضع من حيث المضمون المعرفي ، أو هي فنية وغالباً متدنية المستوى .
قيمة الأفكار والمعلومات وقيمة الكتاب والدافع لتسويق الكتاب عندنا


كانوا يقولون " النصيحة بجمل " أي المعلومة الجديدة والمفيدة لها سعر جيد ، والآن نظراً للكثرة الهائلة من المعارف والمعلومات انخفضت قيمة المعارف كثيراً ، وذلك نتيجة العرض الكبير لكميات هائلة من المعلومات ، والمترافق مع عدم دقة وضمان وفائدة وجودة هذه المعلومات , فالاختلاط الكبير الحاصل في المعارف المعروضة جعل قيمة هذه المعارف مشكوك فيها ، فكثرة العرض وفوضى هذا العرض وعدم وضوح مصداقيته وجودته أضعف الطلب عليها كثيراً وهذا ما هو حاصل لدينا ، بالإضافة إلى وجود التلفزيون والكومبيوتر والإنترنت وما تعرضه من معارف وأفكار وفنون ، بكميات كثيرة وبكلفة زهيدة , وهذا ما جعل إصدار كتاب يلقى الرواج والنجاح صعب جداً , صحيح أن بعض الكتب إن كانت فنية أو أدبية أو علمية أو سياسية تلقى بعض النجاح ، ولكنه يظل نجاحاً محدوداً لا يكافئ ما بذل من جهود في تأليفها وإصدارها, وهذا ما جعل تسويق ونشر الكتاب صفقة خاسرة من نواح كثيرة ، وبالتالي أحبط المفكرين والمؤلفين الجيدين والقادرين على إنتاج الكتاب الجيد ، وجعلهم محدودين بفئة طموحة تريد النشر بغض النظر عن الكسب المادي مع تحمل الصعوبات الموجودة, صحيح أن بعض الدول تدعم وتساهم في نشر الكتاب والمجلات المتخصصة بدرجات متفاوتة ، وهذا ما سمح بصدور الكتب الجيدة ولكن بأعداد قليلة ومع ذلك يبقى تأليف الكتاب صفقة غير جيدة بالنسبة لأغلبية المفكرين ، وكل هذا بالإضافة إلى الرقابة والقيود المتنوعة والكثيرة المفروضة على النشر , والذي يضعف دافع التأليف أكثر هو منافسة الكتاب الأجنبي المترجم ، فهو غالباً عالي الموثوقية - لأنه أجنبي , وهو على الأغلب جيد فعلاً - وهو في رأيي أكبر منافس للمؤلف العربي ، فمؤلف الكتاب الأجنبي ظروفه مختلفة جداً عن المؤلف العربي ، لذلك تكون إمكانيته لإنجاح الكتاب أفضل بكثير من المفكر العربي ، والمفكر الأجنبي عندما ينتج كتاباً جيداً يكافأ بمردود جيد على عمله ، صحيح أن له ظروفه ويمكن أن تكون هناك صعوبات وعقبات، ولكن يظل وضعه أفضل بكثير من المؤلف العربي ، فسوق الكتب عنده جيد والتسويق جيد ، فدور النشر ذات الإمكانيات العالية تنشر الجيد والمناسب ، وهي متطورة في اختيار ومعرفة الكتاب الجيد ، وكذلك متطورة في النشر والدعاية ، ولها زبائنها الدائمين ، وبالتالي مكاسبها مؤمنة وهذا هام جداً , والكتاب الأجنبي عندما يترجم لا يكلف دور النشر كثيراً ، فغالباً المؤلف الأجنبي لا يهمه كثيراً مردود ذلك ، لأنه لا يعتمد عليه نهائياً ، وبالإضافة إلى أن تسويق الكتاب الأجنبي بالنسبة لدور النشر أسهل وأضمن ، كل هذه العوامل جعلت إمكانية تأليف الكتاب الجيد محدودة لدينا .



منقول

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
كافة الحقوق محفوظة لـ منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت