أهلا وسهلا بكم في منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت نتمنى لكم اجمل الاوقات برفقتنا
ضع وصفاً للصورة الأولى الصغيره هنا1 ضع وصفاً للصورة الثانية الصغيره هنا2 ضع وصفاً للصورة الثالثه الصغيره هنا3 ضع وصفاً للصورة الرابعه الصغيره هنا4
العودة   منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت > المنتدى الاقتصادى > منتدى الاقتصاد الاسلامى
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: مفهوم الدعم والمقاومة (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: أفضل أنواع التداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: خطوات التسجيل في فرنسي تداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: شروط تسجيل عضوية بموقع حراج (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: اعتماد العزل (آخر رد :مروة مصطفي)       :: شركة امتلاك (آخر رد :مروة مصطفي)       :: كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (آخر رد :سلمي علي)       :: طريقة تحويل العملات المختلفة (آخر رد :سلمي علي)       :: حجابات شيفون (آخر رد :سلمي علي)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-27-2013, 03:54 PM
المحاسب المتميز المحاسب المتميز غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 765
Smile روعــــة النقود الدمشقية الأثرية عبر العصور التاريخية



نشوء نواة علم الآثار:



تميز الإنسان بكونه أكثر المخلوقات تحسساً بمرور الزمن، ورغبة في معرفة الماضي، والحرص على آثاره، والمحافظة عليها كمقدسات أو ذكريات من أجيال الماضي... مما أسهم في نشوء هواية الآثار قبل أن يكون للآثار علم تُعرف به، يهتم بدراسة كل ما أبدعه الإنسان عبر العصور. والبحث عن كل ما يتعلق بالماضي الحضاري وتدوينه، وذلك من خلال المخلفات والبقايا (من مبان أثرية وتاريخية، ونصوص ونقوش، ومنحوتات ومخطوطات، ومسكوكات ومنسوجات، وأختام ورسوم، ومصنوعات فخارية وزجاجية ومعدنية وخشبية وعظمية وعاجية وجلدية... وغيرها..) التي تبدو وكأنها وحدها التي صمدت عبر العصور، وبدت كشاهد صادق وناطق، ويتحدث عن الإنسان وماضيه وفعالياته ومنجزاته ومعتقداته، وأخباره وأسراره وأفكاره.. وإذا كان لا يشترط في هذه الآثار أن يتوفر فيها دائماً (عنصر الجمال)، فذلك لأن المهم منها هو (دلالاتها الحضارية). وقد تغنى الشعراء بالآثار، ومن أجمل ما قيل في ذلك قول الشاعر الكبير :




فنما المجد على (آثارهم) وتحدى ـ بعدما زالوا ـ الزوالا






علم المسكوكات (النميات) من أهم العلوم المساعدة لعلم الآثار:



أفادت المصادر الأدبية المختلفة (علم الآثار) في معرفة الماضي، أو الانطلاق منها في سبيل المعرفة الأكثر والأهم والأوضح والأصح.. ثم ظهرت علوم عديدة مساعدة لعلم الآثار. منها (علم المسكوكات أو النميات NUMISMATIQUE). وأخذت المتاحف على عاتقها حفظ كل ما يتعلق بالآثار والنقود والروائع الفنية والوثائق التاريخية.. حتى غدت المتاحف بمثابة (قصور الحضارات) أو (المصارف الثقافية للأمم والشعوب).




أهمية ابتكار النقود القديمة:



تعتبر النقود وسيلة التبادل التجاري، ومعيار التطور الاقتصادي، وأحد ميادين طموح الإنسان في الحياة السعيدة.



وغدت النقود واسطة بيع وشراء، وأخذ وعطاء، وهبة وإهداء.. وقد عرّف الفقهاء (المال) بأنه (هو ما يميل إليه الإنسان بالطبع ويجري فيه البذل والمنع) مما يجعل الإنسان يستنتج بأنه لا اقتصاد بدون نقود، ولا نقود بدون اقتصاد. فالنقود تجسّد طاقات، وتدل على إمكانات، وتسمح بالقيام بنشاطات وفعاليات... مما يجعل النقود بمثابة مرآة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية والفنية والفكرية والأخلاقية وغيرها.




واعتقد بعض المفكرين أنه منذ ظهور أقدم المجتمعات الإنسانية ظهرت أنواع من النقود بأشكالها البدائية المختلفة وذلك بعدما كان يجري (تبادل البضاعة ببضاعة) أي بدون واسطة ما مشتركة، فكان الشيء المفيد مقابل شيء مفيد آخر مختلف عنه ولكنه معادل له، وله استعمال عام في أحد ميادين الحياة. ثم تطور الفكر الاقتصادي عندما تحقق الاتفاق على (وحدة ما للتبادل التجاري).




ورأى بعض الباحثين أن لفظ (نقد) سامي الأصل، يفيد في اللغة الآرامية معنى (دق) و(رقّ) و(لطف)... ومنه (النقد) لغنم لطيف الجسم ونحيفه اتخذ كوحدة في التبادل. وكان الرومان يسمون (النقد PECUNIA) من لفظ (PECUS) الذي يفيد معنى (الحاشية). ثم حلت (المعادن) محل (وحدات التبادل) الأخرى (كالماشية والقمح والأصداف والأحجار الكريمة وغيرها...) التي كانت وحدة تبادل في عهود ما قبل استخدام النقد.




ولاشك أن الضرورات الحضارية، والحاجات الاقتصادية، تطلبت ابتكار (النقد). وينسب بعضهم فضل هذا الابتكار إلى اعتماداً على رأي . في حين أن بعضهم الآخر ينسبه إلى . والجدير بالذكر أن الأستاذ يؤكد أن الفينيقيين قلدوا ملك ليديا في ذلك باتخاذهم سبائك ذات وزن محدد ومعلوم طبع عليها خاتم خاص مميز.



وبعدما كانت (النقود البدائية) بشكل قضبان وصفائح وحلقات... أصبحت بشكل أقراص متساوية تضرب ليظهر عليها علامة ما تمثل الطابع الرسمي.



وأخذت الأجيال المتتابعة تسك نقودها المختلفة من معادن ثمينة مثل (اليكتروم، أو ذهب، أو فضة...) ومن معادن رخيصة (مثل النحاس والبرونز والنيكل في عصرنا...).



من مميزات النقود المعدنية:



تميزت النقود المعدنية بمميزات منها:



1 ـ المحافظة على معدنها عبر العصور.
2 ـ إمكان تنوع وتعدد أجزائها.
3 ـ وفرة نسخها وعددها.
4 ـ اعتماد الجميع عليها وثقتهم بها.
5 ـ إسهامها في إعطائنا معلومات هامة عن المجتمع وتاريخه، وزعمائه، واقتصاده، وكتابته، ومعتقداته، وأفكاره، وفنونه، ونشاطاته، وإمكاناته وكل ما يتعلق بذلك المجتمع مما يجلعها خير وثيقة يعتمد عليها ويقارن بها.




وإذا كانت المدن القديمة قد زالت أو تغيرت معالمها، وإذا كانت المباني التاريخية والأثرية قد تهدمت أو لم يبق منها إلا أطلالها أو ذكرياتها... وإذا كانت المنحوتات الفنية قد تكسرت أو شوهت أو زالت، وإذا كانت النصوص الأدبية والقصص الميثولوجية والمؤلفات التاريخية قد امتدت إليها يد الفناء... فإن ما بقي من النقود المعدنية القديمة يعتبر خير مساعد لنا لمعرفة تلك المدن والمباني، والمنحوتات والرسوم والنصوص والقصص الميثولوجية والأحداث التاريخية.. وغيرها.



وإذا كانت كتب التاريخ قد زودتنا بأسماء الحكام والقواد، والأباطرة والآلهة... فإن النقود المعدنية القديمة المكتشفة قد أكدت لنا صحتها، أو صححت لنا ما تناقلته تلك المؤلفات التاريخية من معلومات متوارثة.



وكثيراً ما تقدم لنا هذه النقود المعدنية القديمة معلومات عجزت كتب التاريخ عن الوصول إليها أو ذكرها أو حفظها أو تفسيرها أو تبريرها... مما يجعل هذه النقود المعدنية الأثرية خير ما يتحدث عن تاريخ الإنسان وفعالياته عبر العصور التاريخية.



وإذا كان كل نقد معدني يدل على مستوى فني معين لمجتمع ما من المجتمعات في عصر من العصور، فإن بعض هذه النقود المعدنية الأثرية زودتنا بكثير من صور روائع الفن القديمة التي امتدت إليها يد الفناء والعدم (من معابد المدن، وصور القواد والأباطرة والآلهة...) وبقيت صورها على النقود المعدنية الأثرية، مما يجعل هذه النقود وثائق فنية وتاريخية غنية جداً بالمعلومات الحضارية.




نشوء علم النقود أو النميات NUMISMATIQUE:



تبين لهواة جمع النقود المعدنية القديمة أن لكل نقد وزنه وشكله، وأبعاده وصوره، وكتاباته ورموزه، وشاراته وتأريخه.... مما يفسر أهمية هذه النقود المعدنية الأثرية ودراساتها العلمية التي شكلت علماً جديداً خاصاً بها يعرف باسم (علم النقود أو علم النميات NUMISMATIQUE) اتسعت آفاقه وتعددت ميادينه، وتفرعت اختصاصاته، حتى غدت دراسات النقود المعدنية القديمة بمثابة منجم غني جداً بالمعلومات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والميثولوجية والروحية والفنية والجمالية... وكل ما يتعلق بالإنسان وحضاراته، وتقاليده وعاداته، ومعتقداته ومهاراته، وفعالياته ومنجزاته.




وأصبح التعرف على أهمية النقود المعدنية الأثرية وهويتها يتطلب خبرة علمية واسعة اعتمدت على الدراسة والممارسة.



وإذا كان الاهتمام بالنقود المعدنية الأثرية ظهر لدى الإنسانيين منذ عصر النهضة، وأصبحت هواية تشكيل (مجموعات النقود) من هوايات الملوك والأمراء والأثرياء، فإنها تطلبت وصفها وتصنيفها وبيان خصائصها وتسجيلها، وإعداد كاتالوجات لها، ونشر دراسات عنها تطورت إلى مؤلفات علمية مما أسهم في ظهور نبوغ (علماء النقود) المختصين بهذا الميدان من ميادين المعرفة الإنسانية.




وأخيراً ظهرت المؤلفات (CORPUS) وأخذ مؤلفوها على عاتقهم مهمة جمع كل وثائق علم النقود المعدنية المتعلقة بمنطقة ما، أو عصر،.. الخ.. المحفوظة في مختلف متاحف العالم، ولدى هواة مجموعات النقود المعدنية الأثرية.



كان كل هذا يجري في أقطار العالم، وأقطارنا العربية في غفلة عن هذا كله. وكثيراً ما كانت هذه النقود المعدنية الأثرية الهامة تتسرب من بلادنا إلى أقطار العالم بمختلف الوسائل والمناسبات (جهل البائع، حرص السائحين على اقتناء هذه النقود الأثرية الخفيفة الحمل والثمينة القيمة المادية والحضارية.. الخ).




لمحة عن دمشق ونقودها المعدنية الأثرية عبر العصور:



منذ أقدم العصور التاريخية، ظهرت كمركز هام للحياة السياسية والاقتصادية الفكرية والروحية والثقافية والاجتماعية.. تلتقي فيها القوافل الآتية من مختلف الجهات، وتفرغ في أسواقها محاصيل العالم القديم، وتعود من حيث أتت حاملة من محاصيل دمشق الزراعية والصناعية الجميلة... ولاشك أن هذه المبادلات التجارية كان يسودها نظام نقدي ما.



وكان ينظر إلى ملوك دمشق الآراميين ـ وغيرهم من ملوك الممالك الآرامية الأخرى المختلفة ـ منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد كأنهم (مالكو الذهب والفضة...) وذكر الأستاذ في كتابه (LES ARAMÉENS) أنه عثر على قطع معدنية عليها اسم ملك شمأل. وربما كان ملوك دمشق قد سكوا قطعاً مماثلة كنقد معدني. واعتبر الأستاذ (دوبون سومير) دمشق في العصر الأخميني (.. أشهر مدينة في هذا القسم من آسيا ..) وفي عهد الإسكندر المكدوني (356-323 ق.م) ظلت دمشق والمدن السورية محتفظة بأوضاعها السياسية، ولكن نقودها المعدنية توحدت وصارت تسك في ثم في التي أصبحت (مرفأ دمشق) وذلك بعدما أصاب مدينة البطلة الخراب نتيجة صمودها البطولي أمام عدوان الإسكندر المكدوني.




وتابعت دمشق وشقيقاتها المدن الأخرى الاهتمام بالزراعة وتربية المواشي والمحافظة على شهرة صناعاتها اليدوية، وحرصها على استمرار تصدير محصولاتها المختلفة إلى أسواق العالم القديم، والتمسك بزعامة التجارة الدولية البرية التي كانت بيد الآراميين كما كانت التجارة الدولية البحرية بيد الفينيقيين، فازداد استخدام النقود المعدنية في العصر الهلنستي، وحل على نطاق واسع محل (نظام التبادل العيني) أي (مبادلة البضاعة ببضاعة غيرها...) وقد أسهمت وفرة حاصلات دمشق وأهمية مصنوعاتها في انتقال كثير من نقود العالم القديم إلى أسواق دمشق ويدل على ذلك كثرة مجموعات النقود المعدنية الأثرية المكتشفة في سورية والمحفوظة في المتحف الوطني بدمشق.




ورغم إقامة السلوقيين في عاصمتهم السورية الجديدة ، فقد حافظت (دمشق) على أهميتها وفعاليتها، بل ولجأ إليها بعض الملوك السلوقيين فأقاموا فيها واتخذوها عاصمة لهم. وكانت دور السك في دمشق قد استأنفت نشاطها مما جعل البلاد تشهد نشاطاً نقدياً كبيراً أسهم في تلبية المتطلبات الاقتصادية والتجارية والمالية. ويصف العالم الأمريكي (نويل ED.NEUWEL) نقود الملك السلوقي (أنطيوخوس السابع 139-129ق.م) المسكوكة في دمشق والمتميزة بما يلي:




ـ على وجه النقد الفضي: صورة جانبية يمينية لرأس الملك السلوقي يزينه الإكليل الملكي العريض والجميل.
ـ وعلى خلف النقد الفضي: صورة الربة تعلو رأسها (خوذة حربية)، وهي واقفة وممسكة بيدها اليمنى تمثال ربة النصر (NYK&Eacute ) ، وتلمس بيدها اليسرى ترساً إلى جانبها الأيسر، وقد ظهرت خلفها كتابة يونانية تتضمن عبارة ANTIOXOY وأمامها كتابة يونانية تضمنت لقب الملك السلوقي (EVEPRETOY) ويبدو تحت يدها اليمنى شارة توقيع. وفي الأسفل تاريخ سك النقود. ويحيط بهذا كله إكليل من الغار الجميل.




والجدير بالذكر أن عهد الملك السلوقي (أنطيوخس السابع) شهد في دمشق سك نقود فضية عليها تأريخ وفق (التقويم السلوقي)، وتعود إلى عام 138ق.م حتى عام 129ق.م وكان يشرف على سك هذه النقود المعدنية الدمشقية في العصر الهلنستي قاضيان يظهر توقيعهما معاً منذ عام 137ق.م. وقد ظهرت فئتان من هذه النقود كما يلي:



ـ إحداهما: عليها شارة توقيع قاض واحد.
ـ الأخرى: عليها شارة توقيع قاضيين معاً.
وقد تميزت هذه النقود الفضية الدمشقية في العصر الهلنستي بما يلي:
1 ـ أنها مؤرخة.
2 ـ أشرف على سكها عضوان مسؤولان عنها.
3 ـ عليها شارة دمشقية مما جعل المختصين بعلم النقود ينسبون سكها إلى دور السك الدمشقية.
4 ـ تبدو أكثر ثقلاً من نقود أنطاكية.
5 ـ تعوزها الرقة.
6 ـ يبدو رأس الملك السلوقي على النقود الدمشقية الفضية أقل بروزاً مما هو عليه في نقود أنطاكية.
7 ـ أنّ قرص النقد الفضي يبدو أكثر امتداداً نتيجة ضرب النقد.




والجدير بالذكر أن هناك نقوداً دمشقية برونزية إلى جانب النقود الدمشقية الفضية، سكت في دور السك الدمشقية لتلبية المتطلبات الاقتصادية والمبادلات التجارية والحاجات المالية المختلفة. تميزت هذه النقود بصورة جانبية لرأس الملك السلوقي (مثل ديمتريوس الثاني نيكاتور، ألكسندر الثاني زابينا، أنطيوخس الثامن وزوجته كليوباترا، أنطيوخس التاسع، ديمتريوس الثالث، أنطيوخس الثاني عشر، فيليب) تبدو هذه الصور بمثابة صور شخصية تعبر عن ملامح أصحابها الفردية... كما يبدو على خلف النقد صورة وكتابة يونانية تتضمن اسم الملك السلوقي ولقبه، وتاريخ السك وفق التقويم السلوقي، والحرف الأول من اسم كل من المشرفين على عملية سك النقد (D,N) بشكل شارة متميزة. ويلاحظ العالم الأمريكي (نويل) أن استمرار الشارة المتضمنة حرف (D) ربما كان العلامة الحقيقية لدار السك الدمشقية، ويستنتج من الحرفي DE انهما ربما كانا يشكلان بداية اسم المدينة (ديمترياس DEMETRIAS) التي كانت دمشق نفسها في العصر الهلنستي، أو أحد أحيائها الحديثة المسماة باسم الملك (ديمتريوس) تكريماً له، في عصر كان فيه الطابع المحلي سائداً وظهرت فيه أهمية الربة السورية الكبرى كربة الخصب وحماية المدينة.




النقود البرونزية الدمشقية غير المؤرخة في أواخر العصر الهلنستي:



سكت دور السك الدمشقية نقوداً برونزية تميزت بما يلي:



1 ـ ظهور الملك أنطيوخس الثاني عشر كشاب حليق الذقن، أو بلحية مثل سلفه (ديمتريوس الثالث).
2 ـ إضافة لقب (ديونيزوس) إلى ألقاب الملك السلوقي.
3 ـ إن صورة أو تبدو كأنها منسوخة عن إصدار الملك السلوقي ديمتريوس الثالث الذي حكم قبل أنطيوخس الثاني عشر.




النقود الدمشقية في عهود الملوك العرب الأنباط:



ظهر العرب الأنباط كقوة لها أهميتها في المنطقة. وكان الملوك السلوقيون ينظرون إليهم بحذر شديد بعدما تزايد نفوذهم في كل مكان. وعندما حاول الملك السلوقي أنطيوخوس الثاني عشر قيادة حملة ضد العرب الأنباط في سورية الجنوبية، اغتنم أخوه الملك السلوقي فيليب هذه الفرصة، فهاجم دمشق واستولى عليها بمساعدة قائد حاميتها (ميليزيوس MELISIUS) وبعدما نشأ خلاف بين (فيليب) و(ميليزيوس MILESIUS) استطاع (ميليزيوس) أن يغتنم فرصة خروج (فيليب) من مدينة دمشق للاحتفال بسباق الخيل في المرج الأخضر فيغلق أبواب المدينة في وجه الملك السلوقي فيليب، فعاد أنطيوخس الثاني عشر إلى دمشق، مما جعل الملك السلوقي فيليب ينسحب نهائياً دون أن تسك له دور السك الدمشقية أي نقد.




سئمت دمشق من فساد حكم السلوقيين ومنازعاتهم الداخلية، فتطلعت إلى أبناء عروبتها العرب الأنباط، فدام حكم الملك النبطي في دمشق من عام 84ق.م حتى 72ق.م فسكت دور السك الدمشقية نقوداً له تميزت بما يلي:



ـ على وجه النقد: صورة جانبية لرأس (الحارث الثالث) بشعره الطويل.



ـ على خلف النقد: صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) تبدو جالسة، تمسك قرن الخصب بيدها. وهناك كتابة يونانية تضمنت اسم الملك (الحارث) ولقبه (بازيليوس آتياس فيلليلينوس).



وتجدر الإشارة إلى تشابه هذه النقود النبطية مع النقود الدمشقية المعروفة والمشهورة، وأهمية تيكة دمشق وشهرتها، وانتشار صورها على النقود الدمشقية، وظهورها بمظهر الفتاة الجميلة والأنيقة الثياب جالسة على صخرة، وحاملة بيدها قرن الخصب، وحولها غصن شجرة عنب، وعند قدميها شاب يسبح يجسّد (نهر الذهب/بردى)... مما جعل صورة (تيكة دمشق) رمز بركة وخير وسعادة لأبناء دمشق وغوطتها وفعالياتهم المختلفة.. وإن هذه التفاصيل الخاصة والمتميزة قد استمرت فيما بعد في العصر الروماني.



في تلك الفترة التي تمتعت فيها دمشق بحريتها واستقلالها سكت (دور السك الدمشقية) نقوداً برونزية جميلة تتميز بما يلي:



ـ على وجه النقد البرونزي: صورة رأس (ربة المدينة تيكة دمشق)، بكل خصائصها ورموزها وبمظهر فتاة جميلة يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة، وتظهر أبراجه.
ـ على خلف النقد البرونزي: صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) بمظهر فتاة جميلة متدثرة بثوب فضفاض جالسة على صخرة أو في منتصف مدخل معبد محلي تمسك بيدها غصن شجرة العنب أو غيره وعند قدميها شاب يبدو كأنه يسبح يجسّد نهر بردى الذي كان يسمى نهر الذهب Chrysorrohas وهناك كتابة اسم دمشق بـاليونانية (…DAMACKHNON) مما يؤكد مدى الاهتمام بما كسبته دمشق في تلك الفترة من سلطة محلية متميزة تتضمن سك النقود.
بشكل عام تتميز هذه النقود الدمشقية المستقلة المؤرخة منها وغير المؤرخة بما يلي:
ـ على وجه النقد البرونزي: صورة نصفية جانبية للربة (تيكة دمشق) يعلو رأسها تاج جميل له شكل أسوار المدينة.
ـ على خلف النقد البرونزي: صورة ماعز يركض... ويلتفت إلى الوراء وهناك كتابة اسم دمشق بالحروف اليونانية. أو هناك صورة مواضيع أخرى غير الماعز مثل صورة قرن الخصب، ربة نصر... الخ، تزين خلف النقود الدمشقية البرونزية.
وتبين للأستاذ الفرنسي F.DE SAULCY أن النقود الدمشقية المكتشفة المؤرخة تعود إلى عام 135ق.م و69ق.م و38ق.م و37ق.م و35ق.م و32ق.م و19ق.م و7ق.م و6ق.م و5ق.م.
كان مجيء القائد الروماني إلى سورية، وقضاؤه نهائياً على حكم السلوقيين فيها عام 64ق.م قد جعل البلاد تنتقل إلى عهد جديد. وتعتبر النقود المعدنية المختلفة من أهم وثائقه التي يمكن الاعتماد عليها. والجدير بالذكر أنه بعدما نجح القائد الروماني في عام 43ق.م، اتجه نحو الشرق، في حين أن القائد عاد إلى روما. وبينما كان (أنطونيو) متجهاً نحو سورية، قابل الملكة المصرية البطلمية (كليوباترا) في منطقة كيليكية السورية. وفي عام 33ق.م كانت الملكة (كليوباترا) و(أنطونيو) في اللاذقية عندما وصل إليها (هيرود) وأخذ يمثل بين أيديهما ليفوز بعطفهما وتأييدهما في تثبيت دعائم حكمه.
وفي الوقت الذي كان فيه (أنطونيو) يتهيأ للسفر في حملة ضد الفرتيين، رافقته الملكة (كليوباترا) حتى حوض الفرات، ثم عادت إلى دمشق مارة بمدينة أفاميا. ثم اتجهت إلى القدس ومنها إلى الإسكندرية.
وهكذا فقد كانت الملكة (كليوباترا) في دمشق عام 32ق.م، ويبدو أن (دور السك الدمشقية) سكت نقوداً دمشقية لها عام 32ق.م تكريماً لها، كما كانت قد سكت نقوداً لها عام 37ق.م و36ق.م.
تتميز هذه النقود الدمشقية المعدنية بما يلي:
ـ على وجه النقد البرونزي: صورة جانبية لرأس ربة (؟) أو ملكة.
ـ على خلف النقد البرونزي: صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) بمظهر فتاة جميلة جالسة على صخرة، وعند قدميها شاب يسبح يجسّد (نهر الذهب CHPYSOPHOAS بردى).
مما جعل العالم الفرنسي يستنتج وجود (كليوباترا) في دمشق في سنوات عام 37ق.م و36ق.م و32ق.م.
وكانت دمشق سكت نقوداً محلية عام 69ق.م ابتهاجاً بنجاتها من الأرمني الذي هزمه فيما بعد القائد الروماني .
وسكت نقوداً محلية برونزية عام 135ق.م بمناسبة مجيء السفراء الرومان إلى سورية واستقبالها إياهم وهم:
ـ سيبيو.
ـ سبوريوس موميوس.
ـ لوقيوس ميتيلوس.
واعتقد العالم الفرنسي (دوسولسي) أن مجيء هؤلاء السفراء الرومان إلى سورية قد أثار لدى أبناء دمشق وسورية أفكاراً جديدة في العصر الهلنستي، وقد عبرت عن هذا النقود المستقلة الدمشقية.




النقود الدمشقية في العصر الروماني:
تابعت (دور السك الدمشقية) سك نقودها في العصر الروماني. وقد تميزت هذه النقود الجديدة بما يلي:
ـ على وجه النقد: صورة جانبية لرأس الإمبراطور وألقابه (أوغست، تيبريوس، نيرون، دوميتيان، هادريان، سابينا، أنطونينوس، مارك أوريل، كومود، بيرتيناكس، سيبتيم سيفير، جوليا دومنا، كاراكالا، جيتا، مقرينوس، إيلاجبال، سيفير ألكسندر، جوليا ماميا، فيليب العربي، أوتاسيلا، تراجان دوقيوس، هيرينيوس، تريبونيان، فولوسيان، إيميليان، فاليريان، جاليان، سالونينا،....).
ـ على خلف النقد: صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) بمظهر فتاة جميلة جالسة على صخرة تلتفت برشاقة قليلاً إلى اليسار، وتمسك بيدها قرن الخصب.
أو ربة نصر مجنحة تبدو بمظهر فتاة جميلة جالسة تمسك بيدها قرن الخصب وسعفة نخيل.
أو صورة ربة نصر تسير حاملة بيدها اليمنى إكليل النصر وبيسراها سعفة نخيل.
أو صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) على رأسها تاج له شكل أسوار المدينة، وعند قدميها شاب يبدو وهو يسبح، يجسّد (نهر الذهب CHRYSORHOAS بردى).
أو صورة مقدمة مركب.
أو صورة شاب يسبح يجسد (نهر الذهب) وهو يلتفت إلى اليسار، ويمسك بيمناه سنابل القمح، وبيسراه قرن الخصب، ويستند بكوع يده على وعاء مقلوب يرمز إلى مصدر المياه المنسابة.
أو صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) في منتصف مدخل معبد محلي، يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة تلتفت برشاقة قليلاً إلى اليسار موحية بالحياة.
أو صورة قرني الخصب وسط إكليل الغار الجميل.
أو صورة معبد محلي وقفت في منتصف مدخله (ربة المدينة تيكة دمشق) بمظهر فتاة جميلة جالسة، يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة وهي تحمل بيدها اليسرى قرن الخصب، ويشرف هذا المعبد على نهر الذهب بردى.
أو صورة معبد محلي شيد على صخور، وله درجات تؤدي إليه، وينبع من الصخرة (نهر الذهب/بردى) وتبدو في جهة اليمين شجرة، وفي جهة اليسار مذبح.
ـ أو تبدو صورة إكليل الغار الجميل تتوسطه كتابة يونانية (CEBA CMIA) أي الألعاب الرياضية وزعت حروفها على سطرين.
ـ أو صورة (جرن الألعاب الرياضية) فوق منضدة لها ثلاث قوائم أسود وفي أسفل سطح خلف النقد كتابة الألعاب الرياضية باليونانية CEBACMIA.
ـ أو صورة معبد عند منتصف مدخله تبدو صورة نصفية لربة المدينة (تيكة دمشق) يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة وهي تلتفت برشاقة قليلاً إلى اليمين موحية بالحياة، وفي كل من جانبي المعبد فتاة تحمل بيديها المرتفعتين كوخاً يطل منه رأس جميل.
ـ أو صورة جذع (ربة المدينة تيكة دمشق) في منتصف مدخل معبد محلي، وفي كل من الجهتين تبدو فتاة جميلة تدعم بيديها ورأسها سلة مربعة، وفي طرفي المعبد في الجهة العلوية قوسان صغيران يبدو في أحدهما (نسر) وفي الآخر (حمامة)، وفي أسفل سطح خلف النقد خروف أو غنمة.
ـ أو صورة شاب يسبح يجسد (نهر الذهب/بردى) يلتفت إلى اليسار بحركة موحية بالنشاط والحيوية ويحمل بيمناه صورة صغيرة، وبيسراه قرن الخصب، ويتكئ على وعاء مقلوب يرمز إلى مصدر نبع وجريان مياه النهر.
ـ أو صورة شاب يسبح يجسد نهر الذهب يمسك بيمناه سنابل القمح، وبيسراه قرن الخصب، وإلى جانبه جرة ينبع منها الماء، وفي أسفل سطح خلف النقد اسم (نهر الذهب/بردى) بحروف يونانية XPYCOPOA.
ـ أو صورة طفل جالس على الأرض، يرضع من ظبية تلتفت إلى اليمين. وفي أسفل سطح خلف النقد صورة خروف.
ـ أو صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) بمظهر فتاة جميلة يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة، وهي جالسة على صخرة، وتلتفت برشاقة قليلاً إلى اليسار، وتمسك بيدها اليمنى غصناً، وبيدها اليسرى قرن الخصب، ويبدو عند قدميها شاب يسبح يجسد (نهر الذهب/بردى)، وفي مقابلها يبدو . وفي أعلى سطح خلف النقد يبدو خروف أو غنمة.. وفي أسفل سطح خلف النقد خمس فتيات جميلات يعلو رأس كل منهن تاج له شكل أسوار مدينة وهن واقفات حول مذبح.
ـ أو صورة الحصان المجنح PEGAS وهو يعدو. وفي أعلى سطح خلف النقد تبدو خمس فتيات حول مذبح، ويعلو رأس كل منهن تاج له شكل أسوار المدينة.
والجدير بالذكر أن العالم (فايان VAILLANT) رأى في هؤلاء الفتيات الجميلات رمز المدن الرئيسة الخمسة في سورية الداخلية، يعبّرن عن تقديرهن لدمشق العاصمة (الميتروبول).
ـ أو يبدو على سطح خلف النقد صورة ربة المدينة (تيكة دمشق) يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة وهي تحمل قرن الخصب، وتبدو جالسة على صخرة، وأمامها خروف أو غنمة تركض وتلتفت إلى الوراء. وفي أسفل سطح خلف النقد يبدو (سيلين).
ـ أو يبدو على سطح خلف النقد الدمشقي صورة الإمبراطور فيليب العربي مقابل زوجته الإمبراطورة وبينهما مذبح تقوم عليه الإمبراطورة بطقوس دينية (مثل صب الماء المقدس)... وفي أسفل سطح خلف النقد صورة رأس خروف أو غنمة.
ـ أو صورة ظبية واقفة، ملتفتة إلى اليمين، ترضع طفلاً جالساً على الأرض.
ـ أو صورة معبد محلي جميل، يظهر فيه (سيلين) ملتفتاً إلى اليسار، وفي أسفل سطح خلف النقد قوس تحته نبع بشكل إنساني بيده اليمنى سنابل القمح، وبيده اليسرى قرن الخصب، وإلى جانبه جرة مقلوبة ترمز إلى مصدر نبع المياه وجريانها. وإلى جانب هذا المعبد المحلي يبدو القمر والشمس وهناك مذبح قرب كلمة (بيجاي) التي لابد أنها تفيد معنى (نبع) نهري و(بردى) اللذين تدين لهما مدينة دمشق وغوطتها بخصبها وجمال طبيعتها وسعادة سكانها... ولهذا كله ليس غريباً أن تلقى الينابيع العذبة في حوض دمشق التكريم الخالد على النقود المعدنية الدمشقية في تلك العصور.
ـ أو تبدو صورة البطل الأسطوري يمسك بيده اليمنى علماً حربياً، وبيده اليسرى قبضته المرفوعة ويتدلى على ساعد يده اليسرى جلد السبع.
ـ أو تبدو صورة رأس (ربة المدينة تيكة دمشق) يعلوه تاج له شكل أسوار المدينة، وهي ملتفتة برشاقة قليلاً إلى جهة اليمين في المعبد، ويظهر في جهتي اليمين واليسار فتاتان تدعم كل منهما برأسها مبنى صغيراً وفي أسفل سطح خلف النقد صورة خروف أو غنمة تركض إلى جهة اليمين، وتلتفت إلى الوراء على درجات المعبد، وفي أعلى سطح المعبد اسم دمشق بحروف يونانية.
ـ أو صورة نصفية جانبية للإمبراطور (تراجان دوقيوس 249-251) يبدو واقفاً ومتدثراً بردائه الإمبراطوري، ويقدم بيمناه جرة الألعاب الرياضية إلى ربة واقفة يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة، وخلفه صور عسكرية واقفة، يدها مرفوعة تحمل إكليلاً قرب رأس الإمبراطور وفي أسفل سطح خلف النقد كلمة (أولمبيا) وتحيط بسطح خلف النقد كتابة COLONDAMAC.
ـ أو صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) يعلو رأسها تاج له شكل أسوار المدينة، وهي جالسة على صخرة، وفي الأسفل (نهران) في جهتي علمين على أحدهما حرف S (أي SECUMDA). وعلى الآخر حرف T (أي TERTIA). ويحيط بسطح خلف النقد كتابة DA MAC CO CO LONIA.
ـ أو صورة (ربة المدينة تيكة دمشق) جالسة على صخرة، تمسك بيدها اليمنى (أرنباً)، وبيدها اليسرى (قرن الخصب). ويبدو فوق ساعد يدها اليمنى رأس خروف أو غنمة تلتفت إلى جهة اليسار، ويحيط بسطح خلف النقد COLDAMASMET...
ـ أو صورة (جرة الألعاب الرياضية) يظهر من فتحتها العلوية سعفة نخيل وقد كتب على سطح الوعاء CEBACMIA أي الألعاب الرياضية الأولمبية في دمشق، وفي أسفل سطح خلف النقد رأس خروف بين حرفين (I-C).
ـ أو يبدو على خلف النقد صورة ربة واقفة تلتفت برشاقة قليلاً إلى جهة اليمين، وتمسك بكل من يديها (غصن الكرمة).
ـ أو يبدو على خلف النقد: صورة نسرين باسطي الجناحين، أو صورة حصان وثور متقابلان. وفي أسفل سطح خلف النقد المستعمرة COL وتحيط بالسطح كتابة دائرية تتضمن دمشق العاصمة الميتروبول DAMAMETRO.
ـ أو صورة رب الطب يلتفت قليلاً إلى اليسار، ويمسك بيده عصاه يلتف عليها ثعبان وتبدو مقابلة ابنته ربة الصحة تلتفت قليلاً إلى اليمين، وتعطي الغذاء في صحن إلى الثعبان.
ـ أو صورة نوع من السلة يخرج منها (غصن شجر السرو)، وعلى السلة كتابة الألعاب الرياضية الأولمبية CEBACMIA.
ويحيط عادة بصورة خلف سطح النقد كتابة اسم دمشق بالحروف اليونانية DAMACKHNON على سطر واحد أو على سطرين أو بشكل كتابة دائرية تبدو بمثابة إطار للصورة خلف النقد. وأحياناً تجد اسم دمشق مع لفظ (ميتروبول) DAMACKHNONMHTROPOLOC أو مع كلمة المستعمرة بعدما منحت الامتيازات الخاصة بالمستعمرة بالمفهوم السائد في ذلك العصر. وأحياناً نفس العبارة ولكن بالاقتصار على الحروف الأولى من كلماتها COLONI. DAMAC… MHTPOLOC.. وأحياناً مع اسم نهر الذهب XPYCOPOCHPYSORHOAS.




النقود الدمشقية البرونزية في العصر البيزنطي:



وفي العصر البيزنطي تابعت (دور السك في دمشق) سك النقود البرونزية المتميزة بما يلي:
ـ على وجه النقد البرونزي البيزنطي: صورة نصفية أمامية للإمبراطور البيزنطي.
ـ على خلف النقد البرونزي البيزنطي: حرف M بحجم كبير. وفي أسفل النقد الحروف الأولى من اسم دمشق DAM أضف إلى ذلك تاريخ السك.
وفي المتحف الوطني بدمشق مجموعة من هذه النقود البرونزية.




النقود الدمشقية في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين:



بعدما حرر العرب المسلمون دمشق وبلاد الشام من نير الحكم البيزنطي، تابعت (دور السك الدمشقية) ـ كمثل غيرها ـ سك النقود المعدنية للدولة العربية الجديدة، محتفظة بتقاليدها وأسلوبها، بل وبإدارتها أيضاً. ويعتقد أن الذي كان (مدير المالية الدمشقي) في عهد الإمبراطور البيزنطي قد تابع القيام بوظيفته في العهد العربي الإسلامي الجديد في بلاد الشام.
وإن مجموعات النقود المعدنية الدمشقية الكثيرة المكتشفة في بلاد الشام والمحفوظة في المتحف الوطني بدمشق وغيره تؤكد لنا المراحل التي مرت بها دور السك الدمشقية في هذه السنوات الأولى من الحكم العربي الإسلامي في بلاد الشام.



وقد تميزت هذه النقود الدمشقية البرونزية في بداية الحكم العربي الإسلامي بما يلي:


ـ على وجه النقد البرونزي: صورة أمامية للخليفة بمظهر (قيصر) أو (إمبراطور). وفي يده سلاحه المؤلف من سيف طويل مستقيم، وعبارة (أمير المؤمنين).
ـ على خلف النقد البرونزي: حرف M مع كلمة (دمشق) باللغة العربية، وكلمة (طيب) أو كلمة (جائز) أو غيرها من الكلمات التي تؤكد سلامة سك هذا النقد قانونياً.
وبعدما كانت الدنانير الذهبية البيزنطية وحدها المتداولة في مختلف العمليات الاقتصادية والتجارية، أخذت دور السك الدمشقية تسك الدنانير الذهبية العربية الإسلامية بكثرة لتلبية المتطلبات الاقتصادية والمبادلات التجارية والمعاملات المالية المختلفة. ويعود الفضل إلى الخليفة في تعريب الدواوين وتعريب النقود عام 74هـ وقد تميزت هذه الدنانير الذهبية الأموية بما يلي:
ـ على وجه الدينار الذهبي العربي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وعلى هامشه الدائري: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.
ـ على خلف الدينار الذهبي العربي: في الوسط: الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد. وعلى هامشه الدائري: بسم الله ضرب هذا الدينر (الدينار) سنة.
ومنذئذ تابعت دور السك العربية هذا التقليد في مختلف العهود العربية والإسلامية المتتابعة... وفي المتحف الوطني بدمشق وغيره من متاحف العالم مجموعات من النقود الدمشقية المسكوكة في تلك العهود.




والخلاصة:
مما تقدم تبدو أهمية دراسة النقود الأثرية كآثار هامة ووثائق تاريخية متميزة مفيدة في الدراسات التاريخية المختلفة في عصر أصبح فيه علم التاريخ علماً يعتمد على التوثيق والتحقيق والتدقيق. وإن النقود الدمشقية التي تعود إلى مختلف العصور لها قيمة فنية وأهمية تاريخية وثائقية مفيدة في مختلف ميادين البحث العلمي والدراسات التاريخية.

بشير زهدي.


__________________
____________


مامن عظمة إلا وبها مسحة من الجفون !

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
كافة الحقوق محفوظة لـ منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت