أهلا وسهلا بكم في منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت نتمنى لكم اجمل الاوقات برفقتنا
ضع وصفاً للصورة الأولى الصغيره هنا1 ضع وصفاً للصورة الثانية الصغيره هنا2 ضع وصفاً للصورة الثالثه الصغيره هنا3 ضع وصفاً للصورة الرابعه الصغيره هنا4
العودة   منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت > منتدى المحاماه والقوانين والتشريعات > فلسفة القانون وتاريخه
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: مفهوم الدعم والمقاومة (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: أفضل أنواع التداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: خطوات التسجيل في فرنسي تداول (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: شروط تسجيل عضوية بموقع حراج (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (آخر رد :دعاء يوسف علي)       :: اعتماد العزل (آخر رد :مروة مصطفي)       :: شركة امتلاك (آخر رد :مروة مصطفي)       :: كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (آخر رد :سلمي علي)       :: طريقة تحويل العملات المختلفة (آخر رد :سلمي علي)       :: حجابات شيفون (آخر رد :سلمي علي)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2013, 07:27 AM
مصطفى احمد مصطفى احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 1,100
افتراضي الدولة الحديثة ( 1580 ـ 1085 ق . م )



يعتبر عصر الدولة الحديثة من أمجد عصور مصر القديمة فقد عرفت فيه مصر فترة قوة ومجد لم تشهده من قبل وعندما تنتهي هذه الفترة لن تصل مصر على الإطلاق إلى ذلك الإزدهار والقوة التي وصلت إليه في عصر الدولة الحديثة .
وتميز عصر الدولة الحديثة بسياسة الغزو والفتح ويمكن أن نقول عنها سياسة الدفاع وتأمين الحدود في نفس الوقت

الأسرة 18 ( 1580 ـ 1320 ق . م )

من أهم ملوك الأسرة الثامنة عشرة : (14 ملك )

* فى مرحلة بناء الإمبراطورية :

أحمس الأول ـ امنحوتب الأول ـ تحتمس الأول ـ تحتمس الثاني ـ حتشبسوت ـ تحتمس الثالث ـ امنحوتب الثاني ـ تحتمس الرابع .

* فى أيام السلم :

امنحوتب الثالث ـ امنحوتب الرابع ( اخناتون) ـ سمنخ كارع ـ توت عنخ آمون ـ آي ـ حور محب .

من ناحية السياسة الداخلية :

لا يوجد فاصل بين الأسرة السابعة عشرة والثامنة عشرة فآخر ملوك الأسرة السابعة عشرة هو أحمس ويعتبر أيضاً أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة فتغير الأسرة يمكن تفسيره بسقوط أفاريس عاصمة الهكسوس ويعني نهاية الإحتلال الأجنبي وبداية وحدة سياسة جديدة لمصر ونعرف من المصادر أن أحمس اعتبر مؤسس عصر جديد وهو عصر الدولة الحديثة فقد وضعه مانيتون على أول عهد جديد باعتباره مؤسس الدولة الحديثة ورأينا كيف لعبت طيبة دوراً هاماً فهي موطن الأسرة الحاكمة الجديدة والتي انبعثت منها شرارة التحرير ولهذا أصبح إقليم طيبة المركز الإداري لمصر وأصبحت طيبة عاصمة لمصر كلها واهتم بها الملوك من هذه الأسرة كما دانوا بالولاء لمعبودها المحلي آمون وجعلوه في مركز الصدارة وأطلق على طيبة اسم جديد ( المدينة ) "نيوت" وأحياناً مدينة آمون أو واست نخت " أي واست المنتصرة " ومن الملاحظ في هذا العصر أن الديانة أصبحت تتداخل أكثر فأكثر في السياسة وأصبح الاعتقاد السائد في مصر هو أن المعبودات وخاصة آمون هو الذي ساعد الملك على تحقيق النصر وليس الملك وحده ونرى بعد ذلك مدى تأثير هذا الاعتقاد على الملكية نفسها وبدأت تتجه نحو ملكية مقدسة حقيقية .

وقد ساعدت عامة الشعب الملك في تحقيق الاستقرار والهدوء في الداخل فقد بعثت فيهم الانتصار الحمية والإيمان بالمستقبل للبلاد ولهذا حاول الملك إعادة تنظيم البلاد من الداخل واستطاع بذكائه ونشاطه أن يحقق لمصر نوعاً من الرخاء .
ولا نعرف ما هي أبعاد السياسة الداخلية التي قام بها الملك أحمس وكان عليه تكوين دولة جديدة في ظروف جديدة ولدت تحكم الأحداث .

ولكن استمرت تقاليد الحكم في يد الفرعون وظلت الشخصية الثانية بعده هي شخصية الوزير وربما ازدوجت الوزارة فاستقر الوزير الأكبر في طيبة والآخر في منف لأنها كانت مركزاً لحوادث الجيش والملاحة ومقراً لأولياء العهود وشغل الوزارة مدنيون وآخرون جمعوا بين الوزارة ورثاثة كهنوت آمون .وزادت مركزة الأمور في يدي الوزير الأول في طيبة وأصبح يشرف على ولاة الأقاليم وكان له الرسل والمندوبين للأقاليم المختلفة واتسعت مشاغل الوزير باتساع آفاق الموارد والاستثمارات والمسؤليات في شئون الضرائب والزراعة والري والمنشآت وتنظيمات الجيش والبحرية في فترات الانطلاق والتوسع والازدهار من هذا العصر ومن ناحية استعراض الملوك فنعرف من مصادر التاريخ المصري التي اهتمت نصوصها بالعصر ومظاهره فصورت بعض الفراعنة بقربهم لرعاياهم وحب الشعب لهم مثل أحمس وامنحوتب الأول وتحتمس الثالث كذلك اخناتون صاحب دعوة التوحيد الذي نال الحب من أنصاره واعتبره التاريخ فيلسوفاً .

وعادة ماتمسح الفراعنة بالدين وكرامات آمون رع خاصة عندما يكون هناك مشكلة في شرعية ولاية العرش ولهذا حرص الملك على تأكيد أحقيته بالحكم والاستعانة بالادعاءات أو الروايات تفيد تدخل آمون رع إله الدولة بنفسه في اختياره أو تأكيد بنوة الفرعون من الاله ومن هؤلاء الفراعنة حتشبسوت وتحتمس الثالث وتحتمس الرابع وامنحوتب الثالث .

* حتشبسوت :

كانت بنت تحتمس الأول وكان المفروض أن تتولى العرش وتزوجت من أخ غير شقيق وهو تحتمس الثاني ولكنه توفى ولم تعلن نفسها ولكن قدمت ابنة تحتمس الثالث وزوجته من ابنتها وبقيت وصية عليه 8 سنوات أو 9 وخرجت بقصة ولادتها من آمون وتولت العرش .

وبالمثل ادعى تحتمس الثالث أحقيته بقصة أخرى كذلك حفيدة تحتمس الرابع وقصة الرؤيا ( لوحة الحلم ) كذلك ادعى امنحوتب الثالث الميلاد الإلهي هو الآخر ولسنا ندري مدى تصديق المصريين لهذه الادعاءات ولكن هذا يدل على أن الفراعنة اعتقدوا أن أمر ارتقاء العرش لايكفي ولابد من تأييده بسند ديني يرضى الكهان والعامة من الناس . ولهذا رأينا اهتمام الملوك في هذه الفترة بمعابد الآلهة وخاصة الإله آمون وكهنته وأدى ذلك إلى الإسراف في رصد الأوقاف الضخمة له ولمعابده وأفسح لكبار كهنة آمون للسيطرة على المناصب الكبرى في الدولة كل هذه العوامل دفعت اخناتون إلى ضرورة التغيير والدعوة إلى التوحيد في دين جديد حتى يتخلص من كثرة المعابد التي تمتص خيرات البلاد فغادر طيبة إلى منطقة جديدة وأسس عاصمة جديدة سماها " أفق آتون " وجمع رعاياه وأحبابه نحوه .

وبعد انتهاء فترة اخناتون التي شهدت فترة قلق سياسي وداخلي ونزاع بين القصر الفرعوني وكهنة آمون وأدى الأمر إلى سوء الإدارة وتعطل النشاط العسكري في الخارج . وشهدت مصر نشاطاً داخلياً جديداً ببداية حكم حور محب وكان رجلا من خاصة الشعب وببداية حكمه أصدر مجموعة من القوانين وعرفت باسم " قوانين حور محب " وهي تنظم العلاقة بين الناس والسلطة الحاكمة والحس على المساواة والعدل والقضاء على أمور السلب والنهب وكان يتابع حور محب بنفسه تنفيذ هذه القوانين .

أما من ناحية النشاط المعماري لهذه الأسرة فقد كان لنشاط ملوك هذه الأسرة وتغير المناخ السياسي في البلاد والاتساع بالامبراطورية الذي كان وليداً لمجهوداتهم الحربية فكان ينهمر على مصر في كل عام سيل من الجزية المختلفة من ثروات مناطق النفوذ في الشرق وكان المستفيد منها هو الملك والكهنة وخاصة كهنة آمون والضباط والجنوب والموظفون كذلك أصاب الشعب عامة نوع من الرقي وظهر هذا التغير في العادات والآداب والملابس والزينة ولاشك أن هذه آثار هذه الفترة لتشهد بالمباني الكثيرة تتمثل في المعابد في البر الشرقي من طيبة وفي مقابر الملوك والملكات والأشراف والعمال في البر الغربي بطيبة ولعل هذا كله يرجع إلى نجاح السياسة الخارجية والاستقرار والتقدم في الداخل وهذا النجاح يرتبط بنوعية شخصية الملك الجالس على العرش وكان الاتجاه السياسي متأثراً بصفاتهم وحسن تفكيرهم .

-السياسة الخارجية :

كان في غزو الهكسوس واحتلالهم للبلاد عظة كبيرة للمصريين إذ أدركوا ما للقوى العسكرية من أهمية كبرى في حماية الوطن ونتج عن اشتراكهم في حرب التحرير تذوقها لذة النصر وتهيأت لهم الفرصة لإتقان أساليب القتال وانبعثت فيهم الروح العسكرية ولهذا اهتموا بإنشاء جيش قوي عامل منظم سلحوه بخير الأسلحة المعروفة في ذلك الوقت وزودوه بالعجلات الحربية التي عرفوها من الهكسوس وبهذا الجيش العظيم يتقدمه الفرعون ويتولى قيادته وبهذا تكونت ما تسمى بالإمبراطورية المصرية والتي كانت تشكل وحدة مصر وتضم معها شمال السودان وفلسطين وسوريا والواقع أن مطاردة الهكسوس قد أتاحت الفرصة للمصريين التطلع إلى موارد الأقطار الآسيوية والتعرف على شعوبها فأدركوا أن مصر وجيرانها يمكنهم تأليف وحدة قوية متكاملة مكتفية بذاتها وقد اضطر ملوك الأسرة الثامنة عشرة ومن بعدهم من ملوك الدولة الحديثة إلى استخدام القوة في إقامة تلك الوحدات والمحافظة عليها أما عن النشاط الخارجي لملوك هذه الأسرة .فقد استعاد أحمس الأول صلات مصر بتجارة الشمال والجنوب أي تجارة أهل الشام وكريت ثم تجارة بلاد النوبة ثم قام امنحوتب الأول واستقرت أحوال مصر في عهده وخرج على رأس جيشه إلى ما وراء الحدود المصرية في الشمال والجنوب والغرب فقد قام بثلاثة حملات إلى النوبة ( شمال السودان ) لتوسيع حدود مصر إلى هناك وإلى الشمال قام بحملات إلى سوريا وفلسطين وفي الغرب قام بحملة ضد الليبيين وبدأ الخطوات الجريئة لتولي تحتمس الأول فرغب في قيادة جيشه المعد إعداداً جيداً إلى خارج حدود مصر وانتهج سياسة خارجية أكثر توسعاً في آسيا وقد بدأ تحتمس الأول سياسته العسكرية بحملة ضد الجنوب ومد حدود مصر الجنوبية حتى تومبوس التي تبعد قليلا عن الشلال الثالث ثم قام بجمع المناطق الجنوبية في وحدة إدارية امتدت من نباتا قبل الخرطوم حتى مدينة الكاب قرب ادفو وعين عليها موظف تسمى باسم "الابن الملكي لكوش " ثم قام بحملة إلى آسيا فوصل إلى نهر الفرات وأقام على ضفته الشرقية نصبا حدد به حدود مصر في هذه المنطقة ، وقد سارت العلاقات الخارجية في عهد تحتمس الثاني وحتشبسوت سيرا عادياً هيناً وتكفلت جيوشه بمجهودات يسيرة لتوطيد الأمن في الأملاك الجنوبية والشمالية واتجهت سياسة الدولة في عهد حتشبسوت وجهة أفريقية أكثر منها آسيوية فعملت على توطيد الأمن في منطقة كوش واستغلال المناجم وزيادة التبادل التجاري معها وما ورائها من بلاد السودان وخرجت بعثتها التجارية الاقتصادية الكبيرة المشهورة إلى بلاد بونت .

وقد صورت مراحلها على جدران معبدها بالدير البحري وعادت هذه البعثة بأنواع كثيرة من أشجار البخور وجلود الفهود وريش النعام والعاج والأبانوس والذهب والفضة والأحجار الكريمة والعديد من الحيوانات الحية كالزراف والفهود والقرود ………الخ.ووهبت كل هذه الأشياء لآمون معبود معبدها الرئيسي .

وبمجيء تحتمس الثالث الذي يعتبر من أعظم رجال الحرب من الفراعنة المصريين فقد امتاز بالنشاط الكبير والذكاء في الحملات الحربية التي قادها وكذلك التكتيك الحربي الذي قام بتنفيذه وقام تحتمس الثالث بحوالي ستة عشرة حملة في آسيا ارتفعت فيها هيبة مصر في كل سوريا وكل بلاد الشام وازدادت صلات المصريين ببلاد الشام وازدادت أعداد المصريين هناك ودانت كل من بلاد الشام وممالك أشور وبابل أصبحت جميع ثغور فلسطين وسورية وجزر البحر المتوسط داخلة تحت نفوذ مصر ودانت كلها إلى مصر وكانت ترسل هداياها وما قرره عليها من جزية كل عام إلى طيبة التي أصبحت مدينة عالمية كبرى وأصبحت ملتقى المنتجات التي تأتي من جميع الأطراف . وقد قام تحتمس أيضاً بحملته السابعة عشرة إلى بلاد النوبة حتى وصل إلى الشلال الرابع . ثم قام الملك امنحوتب الثاني بحملتين إلى آسيا للقضاء على المتآمرين هناك والتفتيش على تلك المناطق كما قام بحملة إلى بلاد النوبة ومد حدود مصر ربما إلى جنوبي الخرطوم .
وفي عهد الملك تحتمس الرابع بدأت بعض المدن السورية في الثورة فذهب إليها على رأس جيشه وأعاد النظام هناك ورجع محملاً بالغنائم . وكان تحتمس الرابع آخر ملوك مصر المحاربين الذين قامت على سواعدهم الإمبراطورية وهو أيضاً آخر ملوك هذه العائلة الذين ذهبوا على رأس جيشه لآسيا وكانت هناك ممالك ميتاني وبابل وآشور وخيتا في آسيا وكانت تتنافس فيما بينها وأهمها جميعاً مملكة ميتاني التي بدأت تحس بالخطر وأخذت تطلب ود مصر وسالمتها وتسمى أرتاتاما ( تحتمس تزوج بثلاث أميرات سوريات من قبل ) وجعلها من زوجاته الرئيسيات في قصره .

أما عن عهد امنحوتب الثالث بلغت خيرات مصر وثروتها في بداية حكمه مبلغاً كبيراً ليس عن طريق الضرائب والثروات الداخلية ولكن سيطرت مصر على عصب التجارة البرية في الشرق وأصبح هناك رخاء تجاري واقتصادي في البلاد واتسعت آفاق المصريين المادية والفكرية واستحبوا حياة السلام وخفت حدة النزاع بينهم وبين جيرانهم وتبدلت أحوال الاستقرار الخارجي في عهد امنحوتب الثالث فسرعان ما أخذ الحيثيون في تهديد النفوذ المصري في تلك البلاد وخاصة في عهد خليفته اخناتون وسارع حكام البلاد الآسيوية إلى إرسال الرسائل إلى إخناتون ينبهون إلى الخطر المرتقب ويناشدونه إنقاذ الموقف ولكن كان اخناتون مشغولاً بدعوته الدينية وظلت سياسة مصر الخارجية متدهورة خلال عهود خلفاء إخناتون سمنخ كارع وتوت عنخ آمون وآي ولم يجد جديد على بتولي حور محب الذي ربما هادن ملك الحيثيين وعقد معاهدة سلام وتفرغ بعدها حور محب إلى الإصلاح الداخلي في البلاد .

الأسرة التاسعة عشرة (عصر الرعامسة) ( 1314_ 1200 ق.م ) :

بعد وفاة حور محب ولم يكن وريثا ليتولى العرش فقد آل الحكم بسهولة إلي أسرة جديدة وبدأت بشخص يدعي رعمسو وربما كان ذوي القربى للملك أو يكون زميل قديم له في الجيش . وكان رعمسو أو رمسيس الأول أصلا من تانيس في شرق الدلتا ولهذا بدأ يفكر في الإلتفات لهذه المدينة ( صان الحجر ) وجعلها مركزا هاما في إدارة البلاد ومن أهم ملوك هذه الأسرة رمسيس الأول _سيتي الأول_رمسيس الثاني _مرنبتاح _ آمون مس _سبتاح_سيتي الثاني _تاوسرت .

* أما عن السياسية الداخلية لملوك هذه الأسرة فكانت بالصورة التالية:

فقد تولي رمسيس الأول الملك وهو في سن كبير ولم يستمر في الحكم سوي سنتين واستمر في إدارة البلاد ونجح في السير علي سياسية حور محب في إصلاح البلاد واشتري تأييد كهنة آمون له فبدأ في إقامة المباني العظيمة له في الكرنك كما شيد معابد مختلفة في منف والنوبة .ونعرف أن رمسيس الأول قد أشرك معه ولده سيتي في الحكم وذلك تأكيد السلطة الملكية له وعلى هذا فقد تولى سيتي الأول العرش بعد وفاة أبيه دون مشاكل وعم مثل أبيه على ا لإصلاح الداخلي وتثبيت دعائم الاستقرار في الداخل وتتبع كل الإصلاحات التي كان قد بدأها حور محب من قبله فأصلح الكثير من المعابد التي خرجت منذ أيام ثروة إخناتون الدينية كما أولى سيتي الاهتمام بالإله آمون وأعاد اسمه في كل مكان والذي محي منه وأعاد لهذا المعبود سيطرته على كل المعبودات الأخرى في مصر . ومن أوجه النشاط الداخلي في عهده اتساع استغلال مناجم الذهب في الصحراء الشرقية ( في وادي الحمامات ) وعثر من عهده على بردية محفوظة في متحف تورين وعليها أقدم خريطة خاصة ببعض مناطق استخراج الذهب وتعتبر أيضا أقدم خريطة حربية جغرافية مصورة معروفة وهي تبين الطرق المختلفة للوصول إلي المناجم .وقد عرف عن سيتي الأول اهتمامه المفرط بتشييد المعابد فقد شيد معبدا في أبيدوس خاص بالإله أوزير ويعد من أجمل المعابد المصرية كما شيد معبدا آخر في القرنة بالإضافة إلي معابد أخري وقد بلغت فنون النقش والتصوير والنحت في عهده ذورة بالغة من الجمال وقد استحدث الفنانون في عهده رسم المعارك الحربية مفصلة وفي حجم كبير علي جدران المعابد وأصبح هذا تقليدا تبعه خلفاؤه من بعده وبعد وفاة سيتي الأول تولي ولده رمسيس الثاني الذي بلغ من الشهرة في التاريخ المصري وفرض اسمه وشخصية علي عصره والعصور التالية وملأ البلاد كلها بآثار فقد حكم سبعة وستين عاما ويبدو أنه قد تولي آمون الشئون الداخلية في مصر وبلاد النوبة منذ أيام والده سيتي الأول الذي انشغل بالشئون الخارجية وتجمع لرمسيس الثاني كل القوي السياسية والحربية التي ورثها من أبية فاستطاع أن يصون سمعة مصر العسكرية في الخارج أما عن سياسته الداخلية فقد تابع سياسة أبية في استغلال مناجم الصحراء كما قام باستكمال المعابد التي بدأها أبوه مثل أبيدوس والكرنك والقرنة وقد أحب رمسيس الثاني الإقامة في الشمال فنشأت هناك مدينة كبيرة أصبحت عاصمة سياسية جديدة وسميت (بر رعمسيس) أي بيت أو دار رمسيس وكانت تقع بين صان الحجر وقنطير في شرق الدلتا وشيد فيها قصر وكانت عاصمة جميلة تحدث عنها رجال البلاط والكتبة وعلي الرغم من ذلك فقد احتفظ الرعامسة بقصور في منف كما ظلت معابد آمون رع في طيبة محظي بأكبر قسط من رعاية الدولة وظلت منف وطيبة ينالون المجد أكثر من العاصمة الجديدة أما عن نشاط رمسيس الثاني المعمارية فقد شيد هذا الملك الكثير من الآثار في أنحاء البلاد واسمه علي معظم الأطلال الأثرية فهو يعتبر من أكبر البناة المصريين لشغفه بالعمائر والتماثيل وكان لا يمنع من محو أسماء الملوك السابقين ووضع اسمه وألقابه عليها ومن أشهر معابد رمسيس الثاني معبد الرمسيوم وأبو سمبل ووادي السبوع وجرف حسين والدروبيت الوالي.....إلخ. ونعرف أن رمسيس الثاني تزوج من نساء كثيرات وكان له خمس أو ست زوجات أنجب منهن الكثير من الذرية بنين وبنات ونعرف منهن :نفرتاري والتي دفنت في المقبرة 66 بوادي الملكات والملكة إيزيس نفرت وقد دفن رمسيس نفسه في المقبرة رقم 7 بوادي الملوك أما مومياءه فقد عثر عليها في خبيئة الدير البحري وموجودة حاليا في المتحف المصري بالقاهرة ونعلم أن رمسيس الثاني كان له 13 ولد من صلبه مات اثنا عشر منهم في حياته ). وتولى العرش من بعده مرنبتاج وكان رجلاً مسناً ( الابن ال 13 من أبناء رمسيس ) وقد استطاع ان ينجح في المحافظة على هيبة مصر ولم يحكم إلا عشرة سنوات كانت الحالة الداخلية مستقرة ، وبعد مرنبتاح آخر ملك قوي في الأسرة التاسعة عشرة واتبع سياسة عسكرية نشطة نظراً للأخطار التي كانت تهدد حدود مصر الغربية والشرقية والجنوبية .

وقد ارتبط بالملك مرنبتاح موضوع خروج بني إسرائي من مصر فمنذ العثور على اسم إسرائيل على لوحة انتصاراته واعتقد الكثيرون أن الخروج حدث في عهده ولكن هذا الرأي حتى الآن محل الخلاف بين العلماء ولم يظهر في الآثار المصرية أو الآثار الفلسطينية ما يحدد وقت الخروج تحديداً تاماً ويبقى هذا الموضوع مفتوحاً للمناقشة حتى تظهر أدلة جديدة . وعندما توفى مرنبتاح اضطربت أحوال مصر الداخلية فبدأت مصر تفقد نفوذها في آسيا كما بدأت الوحدة السياسية للبلاد تتفكك وسوف نرى من جديد قيام ممالك صغيرة يعادي بعضها البعض الآخر . فقد جاء بعد مرنبتاح مغتصب للعرش يدعى آمون مس الذي استولى على العرش ثم خلفه مغتصب آخر اسمه سابتاح الذي حكم ست سنوات ثم خلعه عن العرش الملك سيتي الثاني ويبدو أنه كان له صلة بالبيت المالك القديم وحكم 5 سنوات وقبيل نهاية حكمه وقعت البلاد فريسة للفوضى وخاصة في منطقة طيبة . وبدأت مظاهر التدهور تشمل البلاد كلها وضعفت سلطة الملك واستمر القلق السياسي حول وراثة العرش بعد وفاة سيتي واستغله سوري يسمى " إرسو" (باي) وكان أصلاً من أسرة هاجرت من سوريا إلى مصر واستقرت بها ونجح في الوصول إلى العرش بفضل أعوانه وكان له نفوذ في البلاط من قبل فقد كان يشغل منصب الخازن الأكبر في الدولة وجمع حوله رجاله واستولى على السلطة وذكرت بردية هاريس بأنه نهب ممتلكات المصريين وعامل المعبودات كالبشر ولم يقدم أضحيات المعابد وغضب عليه الآلهة وسلطت عليه رجل اختارته وهو ست نخت ونشأت عائلة جديدة وهي الأسرة 20 وكل هذا يدل على مدى تفكك وانهيار الملكية المصرية .

* أما عن السياسة الخارجية لملوك الأسرة التاسعة عشرة :

علمنا من أواخر عصر الأسرة الثامنة عشرة بقلة النشاط العسكري لمصر في الخارج نظراً للظروف الداخلية وهددت الطوائف الخارجية النفوذ المصري في الشام وأثر ذلك على النواحي التجارية والسياسية وبعد انهيار دولة الميتان الموالية لمصر على يد الحيثيين ( الختيين أو دولة خيتا )أخذ الحيثيين في تحريض أمراء الشام للقيام بالثورة على المصريين فأعلنوا ثورتهم ودفعوا ببدو الصحراء الشرقية الشاسو إلى الحدود المصرية واستولوا على الحصون والحاميات المصرية التي تمتد من الحدود المصرية إلى فلسطين مما أدى إلى قيام ثورة كبيرة وراء الحدود الشرقية وكان على سيتي الأول أن يتابع الغزو المصري في آسيا واستعادة بعض النفوذ المصري والسيطرة حتى جنوب سوريا فخرج في السنة الأولى من حكمه على رأس جيش كبير وقضى على هذه الثورة واستعاد الحاميات وتغلغل في فلسطين وحقق نصراً كبيراً ونقشت أخبار هذه المعارك على الجدران الخارجية لبهو الأساطين العظيم في الكرنك حيث صورت قتال العربات وتدمير المدن وكان ذلك جديداص في تاريخ التسجيل الفني للحروب وظلت شئون الإدارة الخارجية مستقرة في بلاد الشام وتولى أمراء محليين وشاركهم في المسئولية حاميات مصرية شامية .وما إن فرغ سيتي الأول من تأديب الثائرين ومتابعة انتصاراته على جيوش الحيثيين في الشرق حتى فوجيء بثورة أخرى على الحدود المصرية الغربية من ناحية ليبيا وذلك نتيجة لهجرات هندوإروبية أخذت تستقر على الساحل الشمالي لأفريقيا وجاءت لكي تستقر في ليبيا .
وبدأت هذه القبائل في محاولة للتسلل إلى مصر بحثاً عن أماكن استقرار لها في أرض مصر الخصبة ونجح سيتي في محاصرتها بسهولة كبيرة دون أي مقاومة وسجلت في الكرنك . واتجه سيتي بعد ذلك إلى متابعة حملاته في الشرق فأخضع فلسطين وكنعان .

وعندما تولى الملك رمسيس الثاني الحكم وكان في سن السادسة عشرة كان الموقف في آسيا خطيراً فقد أخذت قوة الحيثيين في النمو وأخذ ملكهم موتالي أو مواتلي يتقدم نحو الجنوب تجاه مدينة قادش التي تقع على الشاطيء الغربي لنهر العاصي على بعد 150 كم من دمشق وكانت قوة جيشه تعادل ضعف قوة الجيش المصري في العدد والعتاد وكان لابد من أن تتصارع القوتان لبسط النفوذ على سوريا وكان الحيثيون يسعون إلى حرب مع مصر وقام رمسيس الثاني بأول حملة في السنة الرابعة من حكمه وعبر فيها فلسطين حتى نهر الكلب شمالي بيروت ثم قام في خريف العام الخامس من حكمه بحملته الشهيرة بقصد السيطرة على سوريا وعرفت هذه الحملة بموقعة قادش وصورت على العديد من جدران المعابد في الكرنك والأقصر والرمسيوم وأبي سمبل وقد صور لنا الفنان مراحل هذه الموقعة في مساحات شاسعة وصورت فيها المعارك والمجلس الحربي للملك كذلك تصوير معسكرات وحصون الجيش المصري .
هذا إلى جانب ذكر هذه المعركة على ثلاث برديات تحتوي على قصائد . وكان من نتيجة هذه المعارك أن الحيثيين اضطروا في النهاية إلى التراجع تاركين أكبر جزء من سوريا تحت التهديد المصري . وعندما توفى موتالي تولى خاتوسيلي الذي أدرك أن مصر قوة لايستهان بها ولهذا رأى أن يسلك سياسة جديدة وذلك بعقد معاهدة سلام دائم مع مك مصر وهي تعد معاهدة سلام ودفاع ومساعدة مشتركة بينهما ..............إلخ.
ذلك من بنود المعاهدة واستطاعت المعاهدة أن تحقق أغراضها فساد السلام بين الدولتين إلى درجة أن الملك رمسيس الثاني تزوج من ابنة الملك الحيثي ـ خاتوسيل ومنحها الاسم المصري ماعت ـ نفرو رع ومنحت كذلك الألقاب الرسمية الفعلية كملكة . واستمر هذا السلام لمدة ستة وأربعين عام حتى أيام ولده مرنبتاح .
وكان لرمسيس الثاني أيضاً نشاطاً عسكرياً في فينيقيا .

وعلى الرغم من ذلك فقد كان هناك خطراً يدق على أبواب مصر من اغرب وهي الهجرات الآرية ( الهندو أوروبية )والتي أخذت أعدادها تتزايد على الحدود الليبية وقد كان هذا سبباً في أن الملك رمسيس الثاني بنى سلسلة من التحصينات على الساحل الشمالي وغرب الدلتا على مقربة من برج العرب وحصاً عند العلمين وآخر إلى الغرب من مرسى مطروح وترك الأمر إلى الملك مرنبتاح ولعل الحدث الأكثر أهمية في عهده هو حملته ضد الليبيين وشعوب البحر وانتصاره عليهم . كما بذل مرنبتاح الجهود في آسيا لإخماد بعض الثورات التي قامت هناك واستطاع أن يحافظ على النفوذ المصري هناك وذلك في العام الثالث من حكمه وسجل ذلك في لوحته الشهيرة باسم " لوحة إسرائيل " .
وقد ذكرت فيها إشارات إلى حملته على ليبيا وانتصاره في آسيا وجاء ذكر إسرائيل للمرة الأولى بالنص : "وإسرائيل أبيدت ولن يكون لها بذرة وأصبحت حورو (أي فلسطين ) وماجاورها أرملة لمصر" .
ونضيف إلى عهد مرنبتاح وفاءه معاهدة أبيه مع الحيثيين وأمدهم بالغلال حينما خربت بلادهم شعوب البحر أرضهم وأشاعت المجاعة فيها ثم قضت على استقلالها في النهاية .
ورغم الحالة الداخلية في البلاد في أواخلر الأسرة 19 فقد بقى لمصر نفوذها في النوبة وفلسطين وظلت جزية البلدين تأتي سنوياً إلى مصر .

الأسرة العشرون ( 1200 ـ 1085 )

تعكس النصوص المصرية مدى قسوة ودكتاتورية المغتصب السوري للعرش والذي يدعى " إرسو " والذي اغتصب العرش في أواخر الأسرة التاسعة عشرة ثم ظهر فجأة منقذ يسمى "ست نخت " وكان مسناً في ذلك الوقت وربما اعتمد على رد فعل شعبي أو أنه نال التأييد من كهنة آمون فعزل إرسو وتولى عرش البلاد كلها وأسس بذلك الأسرة العشرين ومن أهم ملوكها
:
ست نخت ـ رمسيس الثالث ـ رمسيس الرابع ثم خلفه سبعة ملوك يحملون اسم رمسيس حتى رمسيس الحادي عشر
.
وقد استمرت ست نخت في الحكم عامين أو ثلاثة أعوام فقط وكان ابنه رمسيس الثالث هو المنفذ لجميع الإصلاحات الإدارية في البلاد وحكم رمسيس الثالث اثنين وثلاثين عاماً واستطاع أن يدفع بجيشه عن مصر أخطاراً جسيمة وقد تشابكت السياسة الداخلية مع السياسة الخارجية فقد اشتدت في عهده أخطار شعوب البحر التي ارتبطت بهجرات وتحركات جديدة بحثاً عن مناطق نفوذ لها في الشرق فبعد أن قضوا على دولة الحيثيين وغيرها من دول آسيا واستوواعى قبرص وشمال سوريا ووصلوا بعد ذلك إلى حدود مصر من ناحية الغرب أوشكت أن تطبق على مصر كفكي الكماشة من غربها وشمالها الشرقي واشتدت هجرات جماعات شعوب البحر وتعددت غزوات الليبيين فقام رمسيس بحملته الأولى ونجح في الحد من تقدم تلك القبائل أو الجماعات التي جاءت من ليبيا ومن هناك بدأوا يهددون منف ولكن استطاع رمسيس الثالث أن يهزمهم في معركة كبيرة على حدود الدلتا الغربية .

وعلى الحدود الشرقية واجه رمسيس الثالث موجة أخرى من الغزو الهندوأوروبي الذي اجتاح مناطق عديدة في الشام وآسيا الصغرى ووصلوا إلى أرض كنعان ثم تقدموا نحو مصر من ابر والبحر في آن واحد . وجاءوا بزوجاتهم وأطفالهم من الشرق والشمال ومعلوماتنا عن الحملة البرية مؤكدة ويبدو أن الجيش المصري بقيادة رمسيس الثالث قد نجح في محاصرة الهندوأوروبيين على الحدود الفلسطينية خارج حدود مصر ووصفت لنا مناظر هذه المعركة على جدران معبد مدينة هابو في البر الغربي في طيبة وقد أرخ هذا الحدث بالعام الثامن من حكم رمسيس الثالث وبهذا عادت السيطرة الكاملة على سوريا .وفي العام الحادي عشر من حكمه تعرضت البلاد لخطر الليبيين من جديد فقد اتحدت قبائلهم من جديد تحت رئيس واحد مششر (كابر) أخضع بقايا الشعوب البيئية وحقق السيطرة الكاملة للهندو أوروبيين على الليبيين ودفع قبائله لغزو مصر ولكن تصدى لهم رمسيس الثالث بالقرب من منف وانتصر عليهم وأسر رئيسهم وولده ونجت مصر من الغزو بفضل هذا الانتصار البري الكبير وقام رمسيس الثالث كذلك بحملة آسيوية أخرى لتأمين حدود في الشرق ويطهر سوريا وفلسطين من بقايا شعوب البحر وهكذا أصبح لرمسيس شهرة كبيرة وكان جيشه الدعامة الأساسية لتأكيد تلك السيطرة المصرية لعدة سنوات وأصبحت حدوده وشواطئه آمنة وغدت السفن التجارية تتجول بين شواطيء مصر وفينيقيا فنسمع عن بعثة رسمية إلى بلاد بونت عن طريق البحر الأحمر كذلك حملة إلى مناجم شبه جزيرة سيناء لإحضار النحاس أما عن النشاط المعماري للملك فنعرف العديد من الآثار أشهرها المعبد الكبير والذي يسمى معبد هابو ومعبد آخر في الكرنك ، له ثلاثة معابد كبيرة في طيبة ، ولاشك أن هذه الحروب المتتالية كانت عبئاً على خزينة البلاد ولكن البلاد استطاعت أن تصمد وأمكنها أن تعوض جزءاً مما فقدته وكانت الخيرات الطائلة تتوالى على خزائن الدولة من ممتلكاتها الآسيوية إلى جانب خيرات المناجم مثل الذهب والمعادن الأخرى ولكن هذا كله لم يسد ما فتحه إسراف الملك فأخذت الحالة الاقتصادية تتدهور في النصف الثاني من حكمه حيث انصرف رمسيس الثالث عن تقوية ملكه واستعان بالأجانب والجنود المرتزقة في الجيش ونعرف أنه كانت هناك الأزمة الاقتصادية فاضطر العمال في جبانة طيبة إلى الإضراب وذلك لارتفاع أسعار الحبوب فاندفعوا نحو المعابد وخزائن آمون المكدسة ونعرف أيضاً مدى الفوضى التي اجتاحت البلاد ومدى سيطرة كهنة آمون وضعف هيبة الفرعون
كذلك عجز الحكومة عن حراسة قبور الموتى فقد كثرت حوادث سرقتها ونهبها أدى ذلك كله إلى فساد الإدارة واختلال الأمن وضياع هيبة الحكومة وقد تآمرت إحدى زوجات رمسيس الثالث وتدعى (تتى) على الملك لإيصال ابنها إلى العرش ونعرف هذه القصة من بردية مشهورة تسمى بردية (هاريس) .

وهكذا انتهت حياة رمسيس الثالث بعد كفاح وانتصارات كبيرة ثم تلاه على العرش ابنه رمسيس الرابع ثم تلاه آخرون حتى رمسيس الحادي عشر وقد حكموا فترات متفاوتة وكانوا متشابهين في ضعفهم فكانوا يعيشون في قصورهم في شرق الدلتا وكانت السلطة الحقيقية في يد كهنة آمون وقد اختتمت الأسرة العشرين والدولة الحديثة أيامها حيث تلاشت سلطة الفرعون وازدادت قوة كهنة آمون حتى تمكن كبيرهم حريحور من الاستيلاء على العرض وتأسيس الأسرة الحادية والعشرين وإعلان كبير كهنة آمون ملكاً للبلاد .
أما عن نفوذ مصر في الخارج فقد أخذ يقل تدريجياً في آسيا حتى اقتصر على فلسطين وأخذ يتضاءل أيضاً حتى زالت هي الأخرى كبلد تابع لمصر ولكن ظل نفوذ مصر في بلاد النوبة .

* عوامل انهيار الدولة القديمة

إذا بحثنا عن أهم العوامل التي أدت إلى انهيار الدولة الحديثة :

(1) تغير الأوضاع في المنطقة بتكوين الإمبراطوريات الكبيرة في الشرق الأدنى مثل الحيثيين والآشوريين والقبائل الهندو أوروبية كذلك شعوب البحر كل هذا أدى إلى تغير الأوضاع في مصر فأصبحت عرضة للهجوم فكان إلزاماً عليها دائماً الدفاع عن نفسها وقد أدى تغيير مركز الصراع الحضاري في الشرق إلى التأثير على مركز مصر السياسي في المنطقة .
(2) أن طيبة وكهنة آمون أصبحوا يمتلكون الكثير من الهيبة في نظر المصريين وظلت بالنسبة لأهل الشمال تمثل مركزاً يجذب الجميع . واستفحل الأمر في البلاد بسيطرة هؤلاء الكهنة لدرجة أنه كان لهم أساطيل تجارية خاصة بهم وأصبحت السلطة الحقيقية في يد كهنة آمون .
(3) عدم وجود رؤساء أو ملوك كبار يستطيعون بهيبتهم الشخصية أو بواسطة حسن تصرفهم الاحتفاظ للبلاد بنوع من الوحدة السياسية في هذه الإمبراطورية .

وكل من هذه العوامل أدت بالضرورة إلى تفكك مصر وسقوطها السريع وأصبحت البلاد فريسة لكل من يطمع فيها ويريد الاستيلاء عليها وغزوها .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
كافة الحقوق محفوظة لـ منتدى المراجع المصرى/المحاسب القانونى محمد صفوت