في مصر-نقص الفحم وتهالك المعدات يهددان قلعة الصناعات الثقيلة

[ميمو]

انا : ميمو

الحديد والصلب
"قلعة الصناعات الثقيلة" عنوان يتصدر الطريق إلى مصانع الحديد والصلب المصرية بحلوان المقامة على مساحة 2500 فدان، لكن بمجرد أن تطأ قدمك أرض الشركة تدرك أن تلك القلعة أصبحت خاوية على عروشها، فالإهمال وتهالك المعدات والعاملين لايمكن أن تتجاهله العيون، فضلًا عن وجود كميات هائلة من حديد الخردة والذي يتكلف آلاف الجنيهات كقطع القمامة المتناثرة على جوانب الطريق.
وبدأت فكرة إنشاء شركة للحديد والصلب في مصر عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب يوم 14 يونيو 1954 في منطقة التبين بحلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي والشرق الأوسط برأسمال 2، 1 مليون جنيه.
الشركة تعمل بـ30% فقط من طاقتها الإنتاجية
تبلغ الطاقة الإنتاجية لشركة الحديد والصلب 30% فقط من طاقة تشغيل الشركة، حيث يوجد بالشركة 4 أفران لإنتاج خام الصلب لا يعمل منها إلا فرن واحد فقط، ولا يعمل بكامل طاقته بسبب عدم توافر مستلزمات الإنتاج من الفحم.
أما الأفران فى الشركة فعددها أربعة، اثنان أفران ألمانية الصنع وهى متوقفة تماماً عن العمل حالياً، والفرنان الآخران روسيا الصنع وهما 3 و4 ويعمل منهما الآن فرن 4 فقط، حيث يجرى حالياً إعادة تأهيل فرن 3 العالى والذى يعود تاريخه إلى 1976 ويقع على مساحة 1033 متراً مكعباً، وينتج بمعدل 160 طن فى الساعة ويصل ارتفاعه إلى 56 متراً، أى أن الروسى يكسب فى الحديد والصلب.
ووفقًا لمصدر مسئول بالشركة، طلب عدم ذكر اسمه، فإن معدات الشركة تعانى من التهالك والقدم بفضل مرور الزمن حيث تتواجد معظم هذه المعدات منذ تأسيس الشركة.
وأشار المصدر لـ"التحرير" إلى أن معدات الشركة بحاجة إلى تجديد وتطوير، وهو مالم يحدث منذ سنوات عديدة نتيجة ضعف ميزانية الشركة وتراكم خسائرها على مدار السنوات الماضية.
وتنتج الشركة نحو 32 منتجًا من الحديد من بينها حديد التسليح وحديد الصلب وقضبان السكك الحديد وشرايط وألواح.
نقص فحم الكوك يهدد استمرار الشركة
وتعاني الشركة من نقص فحم الكوك، فبينما تحتاج إلى 2200 طن فحم يوميًا للعمل بكامل طاقتها الإنتاجية وتشغيل الأفران الأربعة، تصل كمية الفحم الموردة للشركة إلى 350 طن بعد تفاقم أزمة المديونية المستحقة لشركة الكوك لدى الحديد والصلب مقابل توريد الفحم.
واتجهت شركة النصر لصناعة الكوك – التابعة أيضًا للشركة القابضة للصناعات المعدنية – والتي تم تأسيسها في الأساس لإمداد شركة الحديد والصلب باحتياجاتها من فحم الكوك، إلى تصدير إنتاجها من الفحم بعد تفاقم مستحقاتها المالية لدى شركة الحديد والصلب وعجز الأخيرة عن سداد تلك المستحقات.
وأكد مصدر مسئول بشركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات، أن الشركة تعاني أيضًا من ظروف مالية صعبة بسبب ارتفاع مديويناتها لدى شركة الحديد والصلب، فضلًا عن تهالك معدات الشركة التي أصبحت تعمل بأقل من طاقتها الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الشركة تستورد حجر إنتاج الفحم من الخارج من أوكرانيا، وقد تضاعفت الأسعار بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي.
ويصل حجم المديونية المستحقة لشركة النصر لصناعة الكوك على شركة الحديد والصلب نحو 220 مليون جنيه.
وخلال العام المالي المالي الماضي، كانت خسائر شركة الحديد والصلب تقدر بـ761 مليون جنيه، في حين بلغت أجور العمالة في نفس العام 738 مليون جنيه .
نقص الكوادر الفنية وتزايد حجم العمالة
قالد خالد الفقي رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب: إن "قرار وزير قطاع الأعمال بإحالة مستشاري وكوادر الشركة فوق 60 عامًا إلى المعاش - أدى إلى وجود نقص حاد في الكوادر الفنية والمستشارين، حيث تفتقد الشركة وجود رؤساء قطاعات مالية وفنية مؤهلين وذوى خبرة".
وأوضح "الفقي" في تصريح خاص لـ"التحرير"، أن عدد العاملين حاليًا بالشركة يفوق الاحتياجات العمالية للشركة - حيث يبلغ عدد العمال نحو 9000 عامل، بسبب تعيين الكثير من العمالة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، فضلًا عن وجود عمالة تعاني من أمراض مُزمنة كالفيروس الكبدي، القلب وأمراض الدم، السكري، الأورام، موضحًا أن نسبة العمالة فوق 45 عامًا تمثل 70٪ من حجم العمالة، بينما تمثل العمالة الأقل من 40 عامًا 30٪.
على الجانب آخر يؤكد العاملين بالشركة، أن هناك نقص شديد في حجم العمالة حيث يصل عدد العمال حاليًا إلى 9500 عامل، مقارنة بـ24 ألف عامل قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وفي أثناء الزيارة الأخيرة لوزير قطاع الأعمال الدكتور أشرف الشرقاوى، أعرب أغلبية العاملين بالشركة عن غضبهم من تجاهل الوزير لهم - حيث لم يلقى عليهم السلام أو يسمع لمتطلباتهم وشكواهم، قائلين: "إحنا مش قليلين عشان الوزير ميسلمش علينا ولايتكلم معانا، حسني مبارك ومحلب لما زاروا الشركة قبل كده سلموا علينا بنفسهم".
مناقصة عالمية لتطوير الشر كة بعد 3 أسابيع
تلقت شركة الحديد والصلب على مدار السنوات الماضية عدة عروض لتطويرها من شركات روسية وصينية ويابانية، وبعد اقتطاع شوط طويل في المفاوضات، فإنها تتعثر بمجرد رحيل الوزير المسئول عن ملف قطاع الأعمال وتولى وزير آخر زمام الأمر، ليبدأ من الصفر مُتجاهلًا ماتم إنجازه فى الحقبة الوزارية السابقة له.
وأكد الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال لـ"التحرير"، أن الشركة تلقت عدة عروض عالمية للتطوير، موضحًا أنه سيتم اختيار إحداها عن طريق طرح مناقصة عالمية.
وأضاف "الشرقاوي" أنه جاري حاليًا إعداد كروسة شروط ومواصفات بمتطلبات الشركة لبدء عملية التطوير، متوقعًا الانتهاء منها خلال ثلاثة أسابيع، ثم يتم طرح كراسة الشروط في مناقصة عالمية.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك