Cfa: أداء الأسهم التي تسيطر عليها العائلات يتفوق عادة على مجمل السوق

[الصحفى المحترف]

انا : الصحفى المحترف

ذكر تقرير صادر عن معهد CFA أن الشركات التي تسيطر عليها العائلات تعد الشكل السائد من مشاريع الأعمال في العالم قاطبة، وتشكل، وفقاً لمعهد المؤسسات العائلية Family Firm Institute، نحو %90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً. ويقدّر أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط، والتي تفوق قيمتها الإجمالية تريليون دولار، سيتم تسليمها إلى الجيل القادم خلال فترة السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وتحتاج هذه الشركات إلى النظر في كيفية تسهيل انتقال السلطة هذا إلى جانب التعامل مع متطلبات العولمة من حيث رأس المال، المالي والفكري. ويرجّح على نحو متزايد أن تنتقل الشركات المحلية إلى رأس المال الخارجي، ويمكن للمستثمرين الفطنين أن يكونوا هم المستفيدين.بحسب جريدة القبس

وتشير الأبحاث إلى أن سيطرة العائلة بالمجمل مواتية لمصالح صغار المساهمين. ومن المرجح أن يتفق مع هذا الرأي المساهمون طويلو الأمد في مؤسسات عائلية مثل لوريل غروب- L’Oreal Group ونوفارتيس إيه جي- Novartis AG، نظراً للعائدات المتفوقة على مستوى السوق التي حصدتها هذه الشركات في العقد المنصرم.

يتناول كل من ديف لارابي، محلل مالي معتمد CFA، مدير منتجات الشركات والأعضاء في معهد CFA للمحللين الماليين المعتمدين، ورفيق حافظ رئيس جمعية المحللين الماليين في الكويت مزايا وعيوب النفوذ العائلي على المؤسسات المُدرجة في البورصة.

• ما الذي تعنيه السيطرة العائلية على الشركات؟

- قد تتخذ السيطرة العائلية شكل ملكية حصص، أو تمثيل في مجلس الإدارة، أو مراكز إدارية مرموقة، وتقاس بمدى تمكن العائلة من بسط نفوذها على إدارة الشركة وتوجهها الاستراتيجي.

ويعتقد عالمياً أن امتلاك حصة لا تقل عن 5 في المائة هو أمرٌ يرقى عموماً إلى السيطرة. وتسيطر العائلات، استناداً إلى ذلك المقياس، على نحو ثلث مكونات مؤشر ستاندارد آند بورز 500 - 500 و40 في المائة من أكبر 250 شركة في فرنسا وألمانيا.

وقد وجدت دراسة مشتركة أجرتها أخيراً «مبادرة بيرل»، المنظمة التي تهدف إلى تعزيز الحوكمة الرشيدة في شركات دول مجلس التعاون الخليجي، وبرايس ووترهاوس كوبرز، شركة الخدمات المهنية الرائدة في العالم، أن من بين 100 شركة عائلية شملتها الدراسة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، فإن 24 في المائة فقط قد حصلت على رأسمال خارجي في مراحل معيّنة في تاريخها. ومن المتوقع لهذا أن يتوسع في المستقبل، إذ قالت 55 في المائة من الشركات العائلية أنها سوف تسعى للحصول على رؤوس أموال خارجية في المستقبل.

• لماذا تتسم الشركات التي تسيطر عليها العائلات بأداء أفضل؟

- وفقاً لوارن بافيت: «إن الشركات التي تملكها العائلات تشاطرنا توجهاتنا بعيدة الأمد وإيماننا بالعمل الجاد، كما تمتاز بمنهجية عملية فعالة، واحترام للثقافة المؤسسية القوية». ويعتقد بافيت أن المؤسسات التي تسيطر عليها العائلات تتحلى بصبر أكبر، ولا تخضع لضغوط التوقعات الفصلية للمستثمرين مقارنة بالشركات التي تفتقر إلى نفوذ عائلي كبير. فضلاً عن ذلك، فإن هذه الشركات تمتاز بمقاومة أكبر لإغراء اللجوء إلى التلاعب بالحسابات.

كما يتسع نطاق النزعة المالية المحافظة نسبياً التي تتمتع بها الشركات التي تسيطر عليها العائلات لتشمل الميزانية العمومية، حيث تبيّن أنها تتصف بمديونية أقل مقارنة بمثيلاتها. وما قد يثير الدهشة، أن نسب توزيع صافي الأرباح أقل في الشركات العائلية. ويعتبر انخفاض معدل دوران العاملين من المزايا الأخرى التي تتمتع بها الشركات التي تسيطر عليها العائلات، ما يفسح المجال أمام إنتاجية أعلى وثقافة مؤسسية أفضل في الشركة. ومن دون شك، فقد أتاحت هذه الرؤية بعيدة الأمد، إلى جانب التركيز على الإدارة المالية السليمة، مجالاً أمام المؤسسات التي تسيطر عليها العائلات لتشقّ طريقها أثناء الأزمة المالية الأخيرة بصورة أفضل من معظم الشركات، وفقاً لما أوردته فايننشال تايمز اخيراً.

• كيف يمكن مقارنة الأداء المالي في المؤسسات التي تسيطر عليها العائلات؟

- ربطت دراسات عديدة أجريت في العقدين الماضيين بين السيطرة العائلية والأداء المالي المعزز للشركة، من خلال مقياس العائد على الأصول ونسبة توبين Tobin’s Q، وهي مقياس تقييم يرتكز على قيمة استبدال أصول المؤسسات. ويقرن الباحثون هذا الأداء الإجمالي المتفوق مع المؤسسات التي يعمل فيها المؤسس رئيسا تنفيذيا، أو رئيساً لمجلس الإدارة على أن يكون الرئيس التنفيذي شخصاً دخيلاً.

أما الشركات التي تسيطر عليها سلالات متعددة الأجيال فإنها تبدو أقل إشراقاً، إذ تبين أن الرئيس التنفيذي سليل العائلة قد ينصرف عن التركيز على أداء المؤسسة. كما تبيّن أيضاً أن الأداء المالي يبلغ الذروة عندما تقترب ملكية العائلة من ثلث حصص الشركة المستحقة، وهي النقطة التي تظهر عندها خطورة التمترس.

• ما العيوب؟

- قد تأتي السيطرة العائلية ببعض العيوب، ومن أبرزها مخاطر إساءة استخدام السلطة أو مخاطر الوكالة التي يتحملها مساهمو الأقلية عندما يستثمرون في أعمال عائلية. وتعتبر الاجور والمكافآت الزائدة لبعض المناصب والتعامل مع النفس ومصادرة الأصول ومعاملات الأطراف ذات الصلة من أمثلة السلوك الاستغلالي التي يجب أن يحترس منها حملة أسهم الأقلية، وحين يتمتّع مجلس الإدارة بالقوة والاستقلالية، يمكنه أن يسهم في التخفيف من حدة مخاطر إساءة استخدام هذه السلطة.

وتعتبر محاباة الأقارب، سواء كانت حقيقية أو متخيلة، من التهديدات الأخرى المألوفة التي تحدق بالمؤسسات التي تسيطر عليها العائلات. فعلى الرغم من أن أعضاء العائلة المؤسسة هم أفضل المدافعين عن قيم الشركة الجوهرية، ولكن مكان العمل الذي تستند فيه التكليفات والمسؤوليات على الاستحقاق هو الأنسب لجذب قوة عمل مؤهلة ومستثمرين مخلصين. ويجب أن تحترس المؤسسات التي تسيطر عليها العائلات، وأن يحترس المستثمرون أيضاً، من الآثار الضارة لمحاباة الأقارب لمجرد اسم العائلة المشترك.

• ما الاعتبارات الرئيسية بالنسبة للمستثمرين؟

- تميل العائلات المؤسسِة، إذا بقيت تحت رقابة مجلس إدارة مستقل، إلى ممارسة تأثير إيجابي على الشركات، خاصة عندما يبقى المؤسس معنياً بفعالية في وضع التوجه الاستراتيجي. وتميل الشركات التي تسيطر عليها العائلات بصورة أكبر إلى اعتماد نظرة مستقبلية بعيدة الأمد، وإدارة مالية محافظة، وثقافة مؤسساتية راسخة، مما يعزز تفوق أداء أسهمها على الأمد البعيد.

لا يقلل المستثمرون من تقديرهم للعائدات المالية الأفضل التي تحققها الشركات التي تسيطر عليها العائلات. فقد أظهرت الدراسات أن أسهم الشركات التي تسيطر عليها العائلات تتفوق أداءً على مجمل السوق بمرور الوقت. ولكن على المستثمرين أن يتذكروا أن الاستثمار في أسهم المؤسسات التي تسيطر عليها العائلات لا يخلو من المخاطر. وشأنها شأن كافة الاستثمارات المستقبلية، لا مناص من الفحص النافي للجهالة حيال تلك الشركات.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك