رئيس شركة المقاولون العرب: نخطط لرفع أعمالنا إلى 13 مليار جنيه

[الحمد لله]

انا : الحمد لله

القاهرة - أكد المهندس صلاح محسن رئيس شركة المقاولون العرب المصرية – أكبر شركة مقاولات في الشرق الأوسط – أن الحكومة الكويتية الحالية تتمتع بقدرة عالية على إرساء العدالة ومراعاة التوازن بين الشركات المحلية والأجنبية, الأمر الذي يسفر – حسب قوله – عن التواجد القوي لـ”المقاولون العرب” بالكويت ودخولها في سلسلة من المشروعات التنموية الضخمة بالبلاد.
وأكد المهندس صلاح محسن في حوار خاص مع “السياسة” في القاهرة إن السوق الكويتية تعد من أهم وأكبر الأسواق العربية في مجال المقاولات, كاشفا عن أن الكويت تستحوذ حاليا على أضخم مشروعي مقاولات تقوم بهما الشركة خارج مصر, وأوضح أن المشروع الأول الذي تعمل به الشركة في الكويت خاص بإنشاء مستشفى الشيخ جابر الذي من المخطط أن يكون أكبر مستشفى في الخليج العربي, وتقدر تكلفته بـ 360 مليون دينار, ويستوعب 1200 سرير, بينما المشروع الثاني هو إنشاء محور الجهراء ويضم طريقاً وعدداً من الكباري وتقدر تكلفته بـ 270 مليون دينار, ومن المخطط الانتهاء من المشروعين وتسليمهما مع نهاية العام الحالي 2014, علماً بأن المشروعين يضمان عمالة مصرية يتجاوز عددها 5 آلاف عامل. وأشاد رئيس المقاولون العرب بأداء الحكومة الكويتية وقدرتها في إدارة القطاع الإنشائي والمشروعات التنموية, موضحا أن الحكومة الكويتية تتمتع بمستوى عالٍ من الفهم والوعي لوضع خطط ناجحة لتحقيق التنمية المطلوبة, كما أنها تنجح بشكل ملحوظ في إرساء مبادئ العدالة فيما بين الشركات المحلية والأجنبية للعمل في المشروعات المطروحة, الأمر الذي يوفر مناخاً ايجابياً ومشجعاً لعمل شركات المقاولات الأجنبية بالبلاد.
وأضاف إنه يحسب للكويت حكومة وشعبا أيضا الترحيب اللافت بالعمالة المصرية وتيسيرها سبل العمل والعيش داخل البلاد, بما يجعلها تأتي على رأس المقاصد العربية التي يسعى إليها العمالة المصرية الراغبة للعمل في الخارج. الأعمال في السعودية وتحدث محسن كذلك عن حجم أعمال الشركة في دول الخليج العربي وأهمها المملكة العربية السعودية, مشيرا إلى نجاح الشركة في أن تكون منافسا دائم الوجود بالمملكة, يعينها في ذلك الدعم المتواصل من جانب المملكة وسعيها الدائم للتعاون مع الشركة المصرية, مضيفاً إن الشركة تقوم بعدة مشروعات في المملكة منها الانتهاء من إنشاء اثنين من الكباري بالرياض ومثلهما بجدة, بالإضافة إلى نفق وكوبري بالمدينة المنورة, فضلا عن إنشاء عدة أنفاق وكباري حول الحرم المكي والشعائر المقدسة, مشيرا إلى أن إجمالي حجم أعمال الشركة بالمملكة حاليا يقدر بـ 15 مليار ريال سعودي, كاشفا عن منافسة الشركة على عدد من مشروعات البنية التحتية بمناطق خميس مشيط والرياض للدخول بها الفترة المقبلة.
وتحدث رئيس المقاولون العرب عن قطر, وأشار إلى أن الشركة حصلت على مشروع إنشاء شبكة مياه بالدوحة بتكلفة 180 مليون ريال قطري, ذلك فضلا عن قرب انتهائها من إنشاء عدد من المساجد في عدة مناطق مختلفة من الدولة القطرية. مشروعات مصرية عملاقة وقال رئيس المقاولون العرب إنه رغم تأزم الوضع الاقتصادي المصري خلال السنوات الثلاث الماضية بعد ثورة يناير, إلا أن الحكومة المصرية تستعد حاليا لتدشين مجموعة من المشروعات العملاقة الكفيلة بالنهوض بالاقتصاد المصري, من أهمها مشروع محور قناة السويس ومحطة الضبعة النووية.
وحول تأثير الأزمة الاقتصادية التي تقاسيها مصر هذه السنوات الثلاث الماضية بعد ثورة يناير, قال رئيس المقاولون العرب إن قطاع المقاولات من أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة الاقتصادية, وذلك نظرا لانعكاسها المباشر على حجم العمل الإنشائي والمقاولات, فضلا عن مشروعات التنمية التي انحصرت بشكل صارخ بعد الثورة نتيجة تراجع الوضع الاقتصادي للحكومة. تراجع قطاع المقاولات وكشف محسن عن تراجع حجم أعمال المقاولات بمصر خلال السنوات الثلاث الماضية إلى نحو 50 في المئة, مشيرا إلى أن ذلك التراجع أسفر عن صعوبة بالغة في تشغيل كامل العمالة بالشركة, والبالغ عددهم 80 ألف عامل وتصل أجورهم لنحو 300 مليون جنيه مصري, ما اضطر الشركة إلى تقسيم العمل على ورديتين بحيث تتمكن من استيعاب كامل العمالة وتشغيلها.
وقال محسن إن هناك ثلاث مشكلات أساسية تواجه القطاع الإسكاني في مصر, أولها ضعف شبكات الصرف الصحي بمحافظات الجمهورية, حيث لا تغطي سوى 50 في المئة فقط من مساحة مصر, ذلك على نقيض شبكات مياه الشرب التي تغطي 98 في المئة من المساحة الكلية, مضيفا أن المشكلة الثانية العشوائيات والتي تتنوع ما بين البناء المخالف والبناء على الأراضي الزراعية والارتفاع المتجاوز للمسموح, الأمر الذي يجعل العشوائية تنتشر في الكثير من المحافظات بما في ذلك المناطق الراقية, بينما المشكلة الثالثة تتمثل في صعوبة توفير إسكان لمحدودي الدخل, وذلك لكونه يتطلب توافر عاملين ضروريين الأول انخفاض تكلفته والثاني سرعة انجازه, كاشفا في هذا السياق عن تجارب تجريها الحكومة وتسند بعضها للمقاولون العرب لإنشاء وحدات سكنية ذات مكونات سابقة التجهيز بهدف طرحها للشباب ومحدودي الدخل بأسعار مخفضة, حيث تعد الشركة حاليا لإنشاء نحو 40 عمارة سكنية بنظام المكونات سابقة التجهيز في محافظة المنوفية ومدينة السادات التابعة لها, وذلك بمعاونة مصانع متخصصة في إنتاج تلك المكونات, لافتا النظر إلى الانتهاء من هذه الوحدات خلال الأشهر القريبة المقبلة.
وكشف محسن كذلك عن استهداف الشركة زيادة حجم أعمالها هذا العام ليصل إلى 13 مليار جنيه وذلك مقارنة بـ 11 مليار جنيه حجم أعمالها العام الماضي, كذلك تسعى إلى زيادة أرباحها إلى ما يقارب نصف مليار جنيه مقارنة بـ 336 مليون جنيه العام الماضي, وذلك من خلال خطة تعتزم خلالها الشركة المنافسة على عدد من المشروعات خارج مصر تحديدا في المنطقة العربية, لافتا النظر إلى أن الشركة تمتلك فروعاً في 23 دولة عربية وافريقية. مشروعات جديدة وتابع أن هناك قائمة من المشروعات التنموية التي تستعد مصر للدخول بها المرحلة المقبلة لمحاولة تجاوز العثرة الاقتصادية الراهنة, الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في زيادة أعمال قطاع المقاولات المحلي بشكل عام والمقاولون العرب على وجه الخصوص, موضحا أن من أهم هذه المشروعات مشروع تطوير محور قناة السويس, وإنشاء محطة الضبعة النووية, وإنشاء عدد من مصانع الأسمنت وحديد التسليح, ذلك فضلا عن استهداف الحكومة المصرية توسيع الرقعة السكنية بنسبة 30 في المئة على ضفاف النيل للحد من الكثافة والتكدس السكاني في المساحة المأهولة. كما أن الشركة تعد حاليا بالفعل لعدد من المشروعات التنموية التي تنطوي عليها الخطة الحكومية, حيث تتولى الشركة إنشاء محطة توليد كهرباء بمحافظة السويس بتكلفة 360 مليون جنيه, كذلك إنشاء قناطر بمحافظة أسيوط من خلال شراكة فرنسية بتكلفة 1.3 مليار جنيه, علاوة على منافسة الشركة مع 14 تحالفا مصرياً ودولياً على أفضل تصميمات إنشائية لتطوير محور قناة السويس.

المصدر: جريدة السياسة الكويتية

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك