أزمة الوقود تخنق العاصمة وتحول المحافظات إلى «جراج مفتوح

[أبا محمد]

انا : أبا محمد

الطوابير تظهر امام محطات التموين فى بنى سويف شهدت شوارع القاهرة الكبرى أمس ارتباكاً فى الحركة المرورية بسبب تكدس السيارات وعودة الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين والسولار، وامتدت الأزمة داخل شوارع منطقة وسط البلد مما أدى إلى توقف الحركة على الطرق الرئيسية والكبارى، فيما تفاقمت الأزمة فى المحافظات التى تحولت إلى «جراج مفتوح».
وأصاب الشلل المروى حركة السيارات فى ميادين التحرير ورمسيس والعباسية والعتبة وكبارى 6 أكتوبر و15 مايو والجامعة، واشتدت الأزمة فى محطات الوقود بمداخل القاهرة بمناطق السلام والنهضة وطريق «مصر-الإسماعيلية» والطريق الدائرى و«مصر-إسكندرية الزراعى» وطريق الأوتوستراد.
وقال خالد الجمصى، رئيس النقابة المستقلة لسائقى الميكروباص، إن أزمة نقص السولار والبنزين تدخل شهرها الرابع وسط عجز الحكومة عن حل الأزمة رغم التصريحات النارية من المسئولين، مؤكداً أن شوارع وميادين القاهرة الكبرى اشتدت فيها الأزمة أمس، متهماً الحكومة بأنها السبب فى الأزمة لإجبار السائقين ليوافقوا على الحصول على 30 لتر سولار يومياً، الأمر الذى يؤدى إلى خروج 50% من السيارات عن العمل بسبب ارتفاع سعر السولار الحر.
وأكد «الجمصى» أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً فى الأزمة بعد إعلان أصحاب المقطورات التوقف عن العمل بدءًا من الجمعة المقبل بسبب الانفلات الأمنى مما يؤدى إلى اختفاء السولار والبنزين من محطات التمويل.
وفى المحافظات، تفاقمت حدة أزمة نقص الوقود خاصة السولار، وتسببت فى شلل مرورى تام، وتحولت الشوارع إلى «جراج» كبير، وقطع السائقون الطرق، بينما حاول آخرون اقتحام محطة وقود، الأمر الذى قابلته الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع.
فى أسوان، حاول بعض السائقين اقتحام محطة وقود فى مدينة كوم أمبو، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريقهم، ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن المركزى، والسائقين أسفرت عن إصابة أحد المجندين، فى حين تمكنت قوات الشرطة من القبض على مجموعة من السائقين، والمواطنين، وبحوزتهم أسلحة بيضاء.
وفى أسيوط، قال المهندس جمال آدم، سكرتير عام المحافظة، إن الأجهزة التنفيذية تسعى جاهدة لحل أزمة السولار وبنزين 80 المدعم.
وفى الغربية، قطع مئات من أصحاب وسائقى السيارات الملاكى والأجرة طريق شارع البحر الرئيسى احتجاجاً على نقص كميات الوقود فى كافة المحطات فى مدينة المحلة الكبرى، وأوقف المحتجون إحدى سيارات نقل المواد البترولية، والتى كانت تحتوى على أكثر من 13 ألف لتر سولار قبل تحركها من محطة الوقود الكائنة بجوار قسم ثان المحلة إلى محطة الكمونى، ومنعوها من التحرك. وتسببت تلك الأحداث فى تعطل الحركة المرورية، وإصابة المدينة بالشلل المرورى التام، ولم يتمكن الموظفون من الذهاب إلى أعمالهم. يأتى هذا فى الوقت الذى تمكنت فيه مباحث التموين بالمحلة من ضبط سيارة نقل محملة بـ14 عبوة بنزين سعة الواحدة 20 لتراً بإجمالى 280 لتراً بقصد بيعها فى السوق السوداء.
وفى المنيا، اشتعلت الأزمة، وشهدت الطرق السريعة حالة من الشلل المرورى، وقطع عشرات من السائقين فى مركز دير مواس الطريق الزارعى السريع «مصر - أسوان». وفى الوقت نفسه تمكنت مباحث تموين المنيا من إحباط محاولة صاحب محطة بيع حصة الوقود فى السوق السوداء، وأحبطت الأجهزة الأمنية تهريب كميات من السولار المدعم بالطريق الصحراوى الغربى عند قرية دلجافى مركز ديرمواس قبل أن يتم بيعها لأصحاب المحاجر.

التموين: 20% عجزاً فى بنزين 92.. والمواد البترولية: 50% عجز السولار فى المحافظات.. وهيئة البترول: أزمة البنزين بسبب نقص تمويل الاستيراد واحتجاز 70 ألف طن فى الموانئ

وفى بورسعيد توقفت السيارات فى طوابير طويلة أمام المحطات، وأُغلقت الشوارع المحيطة بالمحطات تماماً. بينما أعلن المحافظ اللواء سامح قنديل حالة الطوارئ لحين انتهاء أزمة الوقود، وقرر الغلق الفورى لأى محطة تبيع الوقود فى جراكن منعاً لظاهرة السوق السوداء. وتمكنت مباحث التموين من ضبط 4 سيارات محملة بـ 2 طن سولار وبنزين.
وتشهد محافظة سوهاج أزمة خانقة، وتكدست السيارات أمام المحطات، وامتدت الطوابير عدة كيلومترات، وقطع السائقون الطريق أمام شركة مصر للبترول، وطريق سوهاج أسيوط، وكوبرى «سوهاج - أخميم» على النيل. وعلق الدكتور يحيى عبدالعظيم محافظ سوهاج على الأزمة قائلاً: «ربنا يحلها من عنده».
وفى قنا، قطع السائقون الطرق والميادين الرئيسية، فيما شهدت مواقف الأجرة حالة من الارتباك، ووجوداً كثيفاً للمواطنين للبحث عن وسيلة مواصلات.
وفى البحر الأحمر، امتدت طوابير السيارات، والأتوبيسات السياحية مئات الأمتار أمام محطات الوقود التى شهدت مشادات ساخنة للحصول على السولار. وطالب أصحاب الفنادق بتوفير السولار لتشغيل مولدات الكهرباء، كما طالب سائقو النقل السياحى بتوفير السولار بالمحطات لعدم توقف الرحلات السياحية.
من جانبه، أكد الدكتور مجدى وصفى، مدير عام شئون الدعم بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن هناك عجزاً فى كميات بنزين 92 الواردة إلى محطات الوقود بنسبة 20%، وقال أحمد عبدالغفار، نائب رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، إن نسبة العجز فى السولار بالمحافظات وصلت إلى 50% وفى القاهرة 15%.
واكد مصدر مسئول بالقسم المالى فى الهيئة العامة للبترول أن تفاقم أزمة السولار والبنزين خلال اليومين الماضيين فى مختلف المحافظات يرجع إلى عدم تسلم الهيئة كامل المخصصات المالية التى طلبتها وزارة البترول من وزارة المالية والمقدرة بـ 500 مليون دولار لاستيراد الوقود، وقال إن «المالية» أتاحت 100 مليون دولار فقط وهى لا تكفى، وأضاف أن هناك شحنات من البنزين والسولار محتجزة فى موانئ السويس منذ 4 أيام تقدر بـ 70 ألف طن يشترط الموردون سداد قيمتها وهى كميات يمكن أن تحل أزمة نقص الوقود حالياً.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك