قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه خلال الشهور الأخيرة اضطر العديد من المصريين الفقراء إلى زيادة اعتمادهم على الخبز المدعم؛ نتيجة لتضخم أسعار الأغذية والتي بلغت مستويات هي الأولى من نوعها.

وبحسب الصحيفة فإن تلك الظاهرة تؤكد أن المصريين الأكثر فقراً يشعرون بألم الإصلاحات التي نفذتها الحكومة لتأمين حزمة قروض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

وذكرت أن ذلك يوضح كيف أن برنامج الخبز الحكومي يعمل كحماية مهمة ضد الجوع وصمام أمان لمنع الاضطرابات الاجتماعية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، التي أكد فيها زيادة استهلاك الخبز المدعم قائلا: "متوسط استهلاك الفرد اليومي كان 3 أرغفة، لكن الآن أصبح أكثر، ونرى ذلك بوضوح في الريف أكثر من المدن".

وأرجع المصيلحي زيادة استهلاك المناطق الريفية للخبز بسبب أنهم يطعمونه لحيواناتهم لأنه أرخص من العلف بقوله: "لا يوجد شيء يكلف أقل من كيلو من الخبز المدعوم وهو 50 قرشا فقط".

وأكدت الصحيفة أنه يحق لنحو 90 %من السكان، أي 84 مليون نسمة، الحصول على 5 أرغفة يوميا في إطار البرنامج، وقالت إن 28 %من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن قرار الحكومة في نوفمبر الماضي بتعويم الجنيه، كشرط من قروض صندوق النقد الدولي، كان أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ولفتت الصحيفة إلى طلب صندوق النقد من القاهرة خفض دعم الوقود، غير أنه ابتعد عن التخفيضات المطلوبة لبرنامج دعم الخبز الذي تعتبره الحكومات المصرية المتعاقبة أمرا أساسيا لتحقيق الاستقرار السياسي.

وذكرت الصحيفة أن سعر الخبز في السوق أعلى 15 مرة على الأقل من الخبز المدعوم.

ووفقا للصحيفة، يقول المصيلحي إنه يود إدخال إصلاحات من شأنها أن تجعل نظام الدعم أكثر كفاءة، لوقف تسرب القمح المدعوم إلى السوق السوداء، التي قدرها بنسبة تتراوح بين 15 و20 % من الكمية الموردة للمخابز.

وأضاف أن إحدى الطرق للقيام بذلك هي زيادة سعر الخبز وتعويض الناس عن الارتفاع بدعم نقدي، وأكدت الصحيفة أنه يدرك أنه في وقت يرتفع فيه التضخم وعدم استقرار الأسعار، فإنه من غير المناسب تعديل النظام.

وقال المصيلحي للصحيفة : "نحن بحاجة إلى كل جنيه من المدخرات لتقليل العجز في الميزانية وتحسين الاقتصاد ولكن الآن الأسعار ليست مستقرة والتضخم مرتفع للغاية".

وأضاف:"إذا استقر التضخم، فأنا مع الدعم النقدي تماما فالدعم هو حماية الفقراء والمحتاجين من أجل تزويدهم بالسلع الأساسية، وإذا لم نحقق هذا الهدف فإننا سنفعل شيئا خاطئا".