اليوم.. افتتاح أكبر 3 محطات طاقة باستثمارات 8 مليارات يورو
حمزة: تساهم فى تحويل مصر لمُصدِّر للطاقة وتستهلك 22 مليون متر مكعب غاز
غالى: السوق المصرية الأبرز بالمنطقة.. ولا أزمات فى الحصول على مستحقاتنا

عمر سالم

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، المرحلة الأولى لأكبر ثلاث محطات كهرباء فى العالم، تقوم بتنفيذها شركة «سيمنس» الألمانية، باستثمارات تصل إلى 8 مليارات يورو، بما يتعدى 120 مليار جنيه.

وتعد تلك المشروعات الأضخم فى تاريخ مصر والشركة الألمانية، وأكبر شاهد على الطفرة الاقتصادية التى تشهدها العلاقات مع ألمانى فى الفترة الحالية وكلمة السرفيها فى الوقت نفسه.

وتأتى «سيمنس» ضمن أكبر الشركات العالمية التى تنفذ مشروعات للطاقة فى مصر، كما ستقوم بإنتاج ما يعادل نصف الشبكة الكهربائية المصرية فى وقت قياسى يصل إلى 3 سنوات، إذ من المرتقب أن تنفذ قدرات تصل إلى 16400 ألف ميجاوات، ويصل إجمالى قدرة الشبكة القومية للكهرباء حالياً إلى 32 ألف ميجاوات.

ووقعت وزارة الكهرباء والطاقة، عقوداً مع «سيمنس»، فى يوليو 2015 لتنفيذ 3 محطات كهرباء بنظام الدورة المركبة بقدرات إجمالية 14.4 ألف ميجاوات، وتتوزع مواقع المحطات الثلاث، بين البرلس بكفر الشيخ وبنى سويف والعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات رياح بقدرات 2000 ميجاوات.

وقال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء، إن مشروعات "سيمنس" تعد الأبرز فى تاريخ قطاع الطاقة، إذ ستساهم فى إمكانية تحويل مصر إلى بلد مصدر للطاقة لأنه سيكون هناك فائض فى الطاقة خلال السنوات المقبلة.

وأضاف لـ«المـال» أن الشركة الألمانية انتهت من تنفيذ المرحلة الأولى للمشروعات، مما سيساهم فى إضافة قدرات للشبكة تبلغ 4800 ميجاوات، موزعة بواقع 2400 ميجاوات من 6 وحدات إنتاج بمحطة بنى سويف، و1600 ميجاوات من 4 وحدات بمحطة البرلس، و800 ميجاوات من وحدتى إنتاج بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأوضح أن «سيمنس» تتولى تدشين المشروعات الثلاثة بنظام «EBC+Fainanc التنفيذ والتصميم والإنشاء والتمويل» وتتولى الشركة القابضة للكهرباء سداد القرض على عدة سنوات.

ويقوم 3 بنوك ألمانية، هى «التعمير الألمانى» و«دويتشه بنك» و«HSBC» تمويل مشروعات «سيمنس» بقيمة 4.1 مليار يورو من إجمالى 6 مليارات يورو قيمة التعاقد، وتتولى بنوك عربية تدبير تمويل المشروعات بالجنيه، لسداد مستحقات الشركات المصرية العاملة فى المشروع، وهما «السويدى وأوراسكوم».

ووافق مجلس الوزراء على توفير متطلبات الشركة القابضة للكهرباء، لتنفيذ عقودها مع «سيمنس» وشركائها المحليين لمشروعات إنشاء ثلاث محطات إنتاج كهرباء بنظام الدورة المركبة، وهى المتطلبات المالية الخاصة بالعقود، وكذلك تنفيذ خطوط الغاز ومحطات التخفيض للمحطات الثلاث، لتتواكب مع الجدول الزمنى للمشروع، مع توفير الغاز الطبيعى للمشروعات الثلاثة بكمية 22 مليون متر مكعب يومياً.

وقال عماد غالى، رئيس شركة «سيمنس مصر»، إن الشركة تسعى دائما إلى التعاون مع مصر من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية للشبكة القومية للكهرباء، لاسيما وأن السوق المصرية تعد من أهم الأسواق بالمنطقة نتيجة زيادة الاستهلاك المنزلى والتجارى، خاصة مع المشروعات القومية التى تنفذها مصر خلال الفترة الحالية.

وأوضح لـ«المـال» أن مشروعات «سيمنس» ستوفر 1.3 مليار دولار فى الوقود سنويا، وستقوم الشركة بتوريد 24 من توربيناتها الغازية طراز "H-Class " والتى تم اختيارها لمستويات الإنتاجية والكفاءة العالية التى تتسم بها، بالإضافة إلى توفير 12 من التوربينات البخارية، ونحو 36 من المولّدات.

وأضاف أن الشركة ليس لديها أية أزمات فى الحصول على مستحقاتها، كما ستقوم بإنشاء ورشة لصيانة المحطات، لافتا إلى أنها حققت رقما قياسيا فى تنفيذ المشروعات، عبر 18 شهراً وهو يعد أسرع معدل تنفيذ على مستوى العالم، كما أن التربينات تعد الأحدث على مستوى العالم، وأكبر 3 محطات على مستوى العالم.

وتستهلك مشروعات «سيمنس» الثلاثة بالبرلس والعاصمة الإدارية وبنى سويف، نحو 48 ألف طن حديد و960 ألف طن خرسانة فى الإنشاءات، موضحاً أن تلك المشروعات ستساهم فى تنمية حجم أعمال شركات المقاولات خلال الفترة الحالية، لاسيما وأن العاملين فى المشروعات من المرتقب أن يصل لـ20 ألفا.

وأشار إلى أن المشروعات الثلاثة، ستساهم فى توفير طاقة لـ 45 مليون نسمة، بما يساوى نحو نصف عدد سكان مصر، لافتًا إلى أنها ستوفر أيضا 1.3 مليار دولار فى الوقود سنويًا.

جديرٌ بالذكر ﺃﻥ «الكهرباء» وقَّعت ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻣﻊ «ﺳﻴﻤﻨﺲ» ﺧﻼﻝ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ، ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ إنشاء 3 محطات ﺗﻮﻟﻴﺪ كهرباء ﺑﻘﺪﺭﺓ 14 ﺃﻟﻔًﺍ ﻭ400 ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ، وﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺭﻳﺎﺡ ﺑﻘﺪﺭﺓ 2000 ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ، وإنشاء ﻣﺼﻨﻊ ﺑﻤﺤﻮﺭ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺭﻳﺶ ﺗﻮﺭﺑﻴﻨﺎﺕ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ 8 ﻣﻠﻴﺎﺭات ﻳﻮﺭﻭ.

وكانت مصادر- قد كشفت لـ«المـال» – أن «سيمنس» حصلت حتى الآن على نحو 2.3 مليار يورو، موضحة أن الشركة كلما انتهت من تنفيذ جزء من مشروعاتها، تقوم بتقديم فواتير بما يفيد ذلك على أن تقوم الشركة القابضة لكهرباء مصر بتسديد قيمة الأعمال التى تنفذها الشركة الألمانية، مشيرة إلى أن «الأخيرة» تستعين بشركتى أوراسكوم للإنشاءات والسويدى إليكتريك.